حاول نشطاء الانترنت الذين يشنون هجمات على شركات ينظر لها على أنها معادية لموقع ويكيليكس تعطيل موقع شركة السداد الالكتروني (ماني بوكرز) يوم الجمعة، 10 ديسمبر 2010، لكنهم نفوا أن تكون حملتهم تهدف الى تقويض النشاط الاقتصادي للشركات. كما دعا نشطاء يتواصلون عبر الانترنت الى شن هجمات على المواقع الهولندية الرسمية على الشبكة في اعقاب اعتقال فتى عمره 16 عاما في لاهاي يوم الخميس، 9 ديسمبر 2010، للاشتباه في مشاركته في الحملة على الانترنت. وأنهت سلسلة من المؤسسات الامريكية خدماتها لموقع ويكيليكس بعد أن نشر الاف التقارير الدبلوماسية الامريكية السرية التي تسببت في توتر بين واشنطن وعدد من حلفائها. وبدا أن الهجوم على موقع (ماني بوكرز) عطل الموقع لحوالي دقيقتين في حوالي الساعة 1235 بتوقيت جرينتش ولكنه عاد للعمل فيما بعد. ووعد النشطاء بمواصلة هجومهم وذكروا موقع منظمة الشرطة الدولية (الانتربول) كهدف محتمل. وكتب أحد المشاركين في غرفة دردشة يستخدمها ما اطلق عليه النشطاء (أوبريشن باي باك) أو (عملية رد الدين) قائلا "اذا لم يصيبنا الذعر .. سنكبر ولن يتمكن أحد من وقفنا." وأكدت شركة (ماني بوكرز) في بيان أن موقعها الالكتروني كان غير متاح لبضع دقائق لكن الخدمة عادت للعمل. وقالت "في ضوء الاحداث الاخيرة نقوم بتشديد الاجراءات الامنية وتطبيق اجراءات اضافية حتى نتمكن برغم الهجمات من مواصلة تقديم الخدمة للمستخدمين والتجار على مدار الساعة طوال ايام الاسبوع." وقال النشطاء الذين يطلقون جميعا على أنفسهم اسم (مجهول) في بيان انهم ليسوا متسللين ولكنهم "مستخدمو انترنت عاديين". وقال البيان "لا نريد سرقة بياناتكم الشخصية أو ارقام بطاقاتكم الائتمانية. نحن لا نسعى ايضا الى مهاجمة البنية التحتية الحساسة لشركات مثل ماستر كارد وفيزا وباي بال وأمازون. "لم تكت غاية حملة (اوبريشن باي باك) أبدا استهداف البنية التحتية الحساسة لاي من الشركات أو المنظمات التي تأثرت. بدلا من أن ذلك .. ركزنا على المواقع الالكترونية للشركات او (الواجهة العامة) لهم على الانترنت. وأضاف البيان "انه عمل رمزي." وأوقف موقع أمازون - المحرك المتخصص في البيع بالتجزئة واستضافة المواقع على الانترنت - استضافة موقع ويكيليكس الاسبوع الماضي وأصبح لفترة وجيزة يوم الخميس الهدف الرئيسي للنشطاء المؤيدين لويكيليكس قبل ان يعترفوا أن الامر كبير جدا بالنسبة لهم في الوقت الراهن. وأضاف بيان الحملة أن نقص الامكانيات ليس السبب الوحيد لعدم نجاح الهجوم على موقع أمازون. وقال ان النشطاء شعروا أن "مهاجمة موقع كبير لتجارة التجزئة عبر الانترنت في الوقت الذي يقوم فيه الناس بشراء هدايا لاحبابهم سيكون أمرا يفتقر الى الذوق." وقال النشطاء ان موقع (ماني بوكرز) اصبح هدفا لانه ابلغ ويكيليكس في أغسطس اب انه اغلق حسابه امتثالا للتحقيقات التي تجريها عدة حكومات في عمليات غسيل اموال محتملة واشياء اخرى. وجاء بيان الحملة بعد بيان لموقع ويكيليكس نفى فيه أي صلة له بهجمات الكترونية تعرضت لها شركات عالمية. ولم يدعم بيان ويكيليكس أو يشجب هذه الهجمات. ونقل البيان عن كريستن هرافنسون المتحدث باسم ويكيليكس قوله أن الهجمات "تعكس رأيا عاما بشأن أفعال الاهداف." وينظر بعض المدافعين عن حرية الحصول على المعلومات والمتعاطفين مع ويكيليكس بارتياب لهجمات حملة "مجهول" قائلين انه لا يمكن الدفاع عن قضيته من خلال انكار حق الاخرين في الحصول على المعلومات. وقال الادعاء في هولندا على موقعه على الانترنت ان وحدة مكافحة الجرائم التكنولوجية اعتقلت الفتى بعدما اعترف بشن هجمات على موقعي بطاقات الائتمان ماستر كارد وفيزا. ومن المقرر أن يمثل الفتى - الذي لم يتم الكشف عن بياناته - امام المحكمة في روتردام يوم الجمعة. وفي خدمة دردشة على الانترنت يستخدمها نشطاء الحملة ناقش المشاركون امكانية انهاء الهجمات والتركيز بدلا من ذلك على الكشف عن المزيد من المواد المحرجة في الوثائق المسربة. وقال اقتراح لاحد المشاركين "لقد فضحنا أمرهم في أفضل الاحوال. تغيرت اللعبة. وعندما تتغير اللعبة يجب أن تتغير استراتيجياتنا." واضاف المشارك أن الفكرة هي الحصول على التقارير التي لم يتم الكشف عنها والمدفونة بين الاف البرقيات ونشر قصاصات منها على الانترنت.