أثارت الطائرة الرئاسية (أير فورس وون) ذعراً في نيويورك بتحليقها على علو منخفض في منهاتن ومعالم المدينة، ودفعت السكان لإخلاء مبانيهم، وسط اعتذارات البيت الأبيض، وسخط الرئيس، باراك أوباما. وقال شهود عيان في تقرير نشرته قناة ال CNN الإخبارية: "إن الطائرة العملاقة، وبحراسة مقاتلتين من طراز F-16s، حلقت الإثنين27/4/2008 في شكل دائري بالقرب من تمثال "الحرية"، قبيل الطيران فوق نهر "هدسون". وقالت إدارة الطيران الفيدرالي: "إن الطائرة العملاقة، كانت تشارك في مهمة سرية لالتقاط صور جديدة لتحديث ملفات البيت الأبيض". وبادر رئيس المكتب العسكري بالبيت الأبيض، لويس كالديرا، بالاعتذار قائلاً: "أنا من صادق على مهمة الطائرة الرئاسية فوق مدينة نيويورك.. وأتحمل مسؤولية قراري هذا.. رغم اتخاذ السلطات الفيدرالية جميع الترتيبات اللازمة بإخطار الولاية والسلطات المحلية في نيويورك ونيوجيرسي، إلا أنه من الواضح أن المهمة سببت إرباكاً وانزعاجاً". وأعلن كالديرا في بيان الإثنين: "أعتذر عن أي هلع تسببت به المهمة". وقال مسؤولان رفيعان للشبكة، إن الرئيس أوباما غاضب للغاية لدى إعلامه بالمهمة التي خلقت حالة من الهلع والفزع في منطقة نيويورك- نيوجيرسي". وأضاف أحد المصادر: "الرئيس حانق للغاية"، بشأن المهمة التي أثارت غضب عدد من سكان نيويورك، على رأسهم عمدتها، مايكل بلومبيرغ. وأبدى بلومبيرغ سخطه البالغ بالقول: "في بادئ الأمر.. أنا منزعج.. أو بالأصح.. أستشيط غضباً لعدم إخطاري مسبقاً.. وقرار إدارة الطيران الفيدرالي بالتكتم على الرحلة "سخيف" وحكم خاطئ". وندد السيناتور شاك شومر، ديمقراطي عن نيويورك، بالخطوة "أنه لأمر شائن ومروع أن تخطط إدارة الطيران الفيدرالي للمهمة دون إخطار الجمهور.. رغم علمها التام بأن ذكرى الهجمات ما زالت ماثلة في أذهان أهل نيويورك". وتابع: "هذا منتهى القسوة أو الغباء البالغ للغاية". ووفقاً لدائرة الطيران الفيدرالي، حلقت الطائرة العسكرية، من طراز "بوينغ 747"، واحدة من طائرتين تستخدمان في تنقلات الرئيس الأمريكي، على علو نحو 1000 قدم، لالتقاط صور لها، لصالح البنتاغون. واسترجع مشهد طائرة الرئاسية الأمريكية وهي تحلق على علو منخفض، لأذهان كثير من سكان نيويورك، أحداث هجمات الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول عام 2001. وقال الصحفي توم كروك، الذي شهد تلك الهجمات، إن مشهد تحليق الطائرة العملاقة على علو منخفض كان "مقلقاً". وعقبت غراسيا- روز، أخصائية نفسية تشرف على علاج عشرات المصابين باضطرابات نفسية، أن المكالمات الهاتفية انهالت عليها من مرضاها "كانوا في حالة صدمة ويتساءلون عن كيفية حدود ذلك مجدداً". وأضافت: "أنا طبيبة ولكن أصبت بنوبة هلع"، وأضافت بأنها تنظر في إمكانية إقامة دعوى مدنية ضد الحكومة لعدم الإعلان عن المهمة.