أعلن مجمع البحوث الاسلامية في الازهر الاثنين "رفضه التام" للتقرير الاميركي الذي اشار الى عدم وجود حريات دينية في مصر معتبرا انه "تدخل سافر غير مقبول" في شؤون مصر ينطوي على سعي الى "تفتيت النسيج الاجتماعي". كما أنه "يعكس أسلوبا "فجا" للتدخل في أدق تفاصيل الشؤون الداخلية ممن لا علم لهم بحقيقة الأوضاع في بلادنا ومن لا حق لهم في التدخل في شئوننا". ونقلت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية عن محمد رفاعة الطهطاوى المتحدث الرسمي للازهر عقب انتهاء جلسة طارئة بمجمع البحوث الاسلامية لبحث التقرير الاميركي، "ان المجمع اصدر بيانا رفض فيه كل ما ورد فى التقرير الامريكى فيما يتعلق ببناء المساجد واقرار الدستور بان الشريعة الاسلامية هى مصدر اساسي للتشريع وبشأن الدراسة فى جامعة الازهر والتمييز فى الميراث بين الرجل والمرأة والسماح للمسلم بالزواج من غير المسلمة وضعف مشاركة المسيحيين فى الحياة السياسية فى مصر". واكد مجمع البحوث الاسلامية بالازهر "رفضه لاي ادعاء لتدخل امريكى فى الشأن المصري واهمية الحفاظ على وحدة الشعب المصري بمسلميه ومسيحييه". وطالب ب "ضرورة ان تكون متابعة شؤون حقوق الانسان وحرياته مسالة عالمية وشأن دولي يختص به المجلس الدولي لحقوق الانسان التابع للامم المتحدة ولا يكون مقصورا على الادارة الامريكية". ويشكل الاقباط اكبر طائفة مسيحية في الشرق الاوسط. وتتراوح نسبتهم بين 6 و10% من عدد سكان مصر البالغ 80 مليونا. وهم يشكون بشكل دائم من التهميش والتمييز المتزايدين منذ ثلاثين عاما، وخصوصا في مجال الوظائف العامة. وكان المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية اكد قبل نحو اسبوعين ان التقرير السنوي لوزارة الخارجية الاميركية حول وضع الحربات الدينية في العالم "مرفوض من حيث المبدأ لانه يصدر عن جهة لا حق لها في اجراء مثل هذا التقييم". واضاف المتحدث في بيان ان التقارير التي تصدرها الخارجية الاميركية "تقدم من حيث المضمون صورة غير متوازنة عن اوضاع الحريات الدينية في مصر اتساقا مع ميلها للاعتماد اما على تقارير اعلامية او على مصادر غير حكومية تعوزها المصداقية دون ان تسعى لابراز وجهة النظر الاخرى". وقال "نرفض قيام دولة بتنصيب نفسها وصيا على اداء دول مستقلة ذات سيادة دون مرجعية او سند"، مشددا على ان "مصر معنية فقط بما يصدر عن الجهات التابعة للامم المتحدة". وانتقد تقرير الخارجية الاميركية حول الحريات الدينية في مصر بشكل خاص "التمييز" ضد الاقباط والبهائيين في مصر. وقال ان "المسيحيين والبهائيين يواجهون تمييزا على المستوى الفردي والجماعي وخصوصا في الحصول على وظائف حكومية". كما اكد التقرير الاميركي ان الاخوان المسلمين في مصر يتعرضون ل"اعتقالات تعسفية وضغوط من قبل السلطة".