تواصل كبريات الصحف الفرنسية والدولية ومواقع «النت» والمدونات التهكم على الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، بعد أن سرّبت صحيفة "ليبيراسيون" محتوى تسجيل صوتي لمؤتمر صحفي عقده الأسبوع الماضي على هامش قمة حلف الناتو في لشبونة، يظهر إساءة لأحد الصحفيين. ويبدو أن إلحاح الصحفي، الذي سُمع في المقطع الصوتي وهو يتحدث بالفرنسية، على طرح بعض أسئلة محرجة على الرئيس الفرنسي تتعلق بقضية كراتشي، دفعت الأخير إلى إبداء قدر كبير من التشنج، إلى حدّ وصف الصحافي السائل ب Pédophile، وتعني الشخص الذي ينجذب لممارسة الجنس مع الأطفال. وكان اللقاء يدور «خارج التسجيل»، إلا أن تقنيين برتغاليين، كانوا حاضرين في القاعة، لم يفهموا طبيعة النقاش بين ساركوزي والصحفيين، فقرروا تسجيل اللقاء كاملا، ليسرّب لاحقا إلى وسائل الإعلام المختلفة. ويوضح التسجيل موقف ساركوزي من مزاعم بعض السياسيين في قضية كراتشي، ورده بأن هذه الاتهامات لا تقوم على أي حجج، مضيفا أنه هو الآخر يمكنه أن يتهم بالتحرُّش جنسيا بالأطفال، من دون أن يقدم حججا. وانتقد ساركوزي الصحافيين المتواجدين، قائلا: «أنتم تتحدثون بهراء، ولا يبدو أنكم تتحققون من معلوماتكم». ثم استشاط غضبا لما ألح عليه صحفي آخر في طرح الأسئلة، وقال: أنت مثليّ جنسيا وأنا مقتنع بهذا». وختم: «أصدقائي المتحرشون جنسيا بالأطفال.. إلى اللقاء في الغد» Amis pédophiles, à demain. وتثير قضية كراتشي جدلا كبيرا في فرنسا، كونها تتضمّن مزاعم بتورط الرئيس وبعض المسؤولين الآخرين في الفساد السياسي والقتل، أساسها «التربح من عمولات بيع غواصات فرنسية لباكستان في عام 1994 لدعم حملة الانتخابات الرئاسية»، ما تسبّب في شن تفجيرات على موقع فرنسي في كراتشي (مايو 2002)، أدّى إلى مقتل 11 مهندسا فرنسيا و4 باكستانيين. ويبدو أن قضية «الصحافيين المثليين» تكاد تطغى حاليا على جدل قضية «كراتشي»، إذ وجهت معظم وسائل الإعلام الفرنسية انتقادات لاذعة لساركوزي على خلفية تعامله «غير اللائق»، بحسب "ليبيراسيون"، التي عنونت تقريرها: «الصحافي المثلي.. لِمَ مشاعر الضغينة؟». واتهمت «التلغرام» ساركوزي بأنه «ضاق ذرعا بالإعلام والأسئلة»، فيما ذكّرت «لوباريسيان» بما تفوه به ساركوزي في عام 2008، عندما قال لصحافي «اغرب عن وجهي أيها الأحمق». والتقت الصحافة الدولية على أن ساركوزي «فقد أعصابه»، فيما ذكرت المدونات ومواقع «النت» أن «الخطاب السياسي الساركوزي دخل مرحلة الشتائم الجنسية»، معتبرة ما حدث «سقوطا مدويا».