ارتدت مدينة منى حلتها البيضاء بالخيام المطورة وخدماتها الأساسية مع أول فوج من ضيوف الرحمن قدموا إلى المملكة لأداء مناسك الحج، لتعلن لضيوف الرحمن القادمين إليها لقضاء يوم التروية ليلة التاسع من شهر ذي الحجة القادم اقتداء بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم ملبين نداء الحق في صفوف موحدة وبرداء واحد لا يتغير لونه؛ ابيض بياض خيام مدينة الخيام التي ازدانت بحلتها البيضاء لتعلن للعالم نقاء وبياض قلوب المسلمين وتوحدهم في العبادات. فقد أنهت الشركة المنفذة لمشروع جسر الجمرات بمشعر منى كافة أعمال الجسر المكون من 4 طوابق أضافة إلى الدور الرضي من الجسر، وستستخدم هذا العام كامل طاقته الاستيعابية قرابة أربعة ملايين حاج. وقال خبير أراضي المشاعر المقدسة، المهندس سلامة إبراهيم منصور، أن التكلفة الإجمالية لمشروع جسر المجمرات بلغت أربعة مليارات ريال تم تنفيذه على أربعة مراحل، إضافة على تطوير الجسر تم تطوير الساحات المحيطة به حتى أصبحت تستوعب لتهيئة مئات الآلاف من الحجاج لرمي الجمرات الثلاث بكل يسر وسهولة وكذلك إيجاد نظام آلي لتنظيف الساحات و نظام الرش الآلي لتلطيف حرارة الجو داخل ساحة الجمرات، وإيجاد نظام نقل ترددي بالقطارات ينقل الحجاج من والى مخيماتهم إلى جسر الجمرات مع ربط الجسر بمخيمات الحجاج على سفوح جبال منى وإنشاء عيادات طبية و38 مصعدا إلكترونيا إضافة إلى 12 مدخلا و12 مخرجا وربطها بالمخيمات عن طريق جسور معلقة وتهيئة مدرج للطيران للخدمات. وأشار إلى أن الجسر الجديد أنهى أزمة التدافع عند رمي الجمرات واشتمل المشروع على أنفاق أرضية وكذلك الشارع الجديد، وهذه الأنفاق تصل إلى البدروم الذي توجد فيه الإسعافات وأماكن نقل الحصى وهذه تسهم في تخفيف الازدحام بالإضافة إلى أن سيارات الإسعاف تستطيع الصعود إلى أدوار الجسر بواسطة مصاعد خاصة.
مشروع قطار المشاعر
كما يجري العمل في سباق مع الزمن لإتمام مشروع قطار المشاعر المقدسة الذي سيربط في مرحلته الأولى بين منى وعرفات. ومن المتوقع الانتهاء من المرحلة الأولى من مشروع القطار الذي بدأت في تنفيذه شركة الصينية العام الماضي، قبل موسم الحج هذا العام، وجاري العمل في تركيب السكك الحديدية للقطار حتى يكون جاهزا للاستخدام بنسبة 20 في المائة من طاقته الاستيعابية في موسم حج هذا العام 1431ه لنقل35 ألف حاج وبنصف طاقته الاستيعابية في حج عام 1432ه على أن يصبح عاملا 100بالمائة بعد عامين وبتكلفة كلية تبلغ نحو 6.65 مليار ريال، وهي المرحلة الأخيرة التي سيتنقل الحجاج بالقطار بين عرفات ومزدلفة ومنى ومكة بمعدل 72 ألف حاج كل ساعة وفي الاتجاهين. وأوضح انه سيخدم مؤسسات حجاج الداخل الذين تقع مخيماتهم جنوب المشاعر المقدسة ومن في حكمهم في الجهتين الشمالية والوسطى كحجاج تركيا وجنوب شرق آسيا وأفريقيا وإيران وجنوب آسيا والدول العربية أيضا، وستكون الفئة المستهدفة المواطنين وحجاج البر ومن في حكمهم من حجاج الخليج والمقيمين تم تنفيذ قرابة 80 بالمائة من الأعمال الإنشائية وسيتم الانتهاء مما تبقى من الأعمال وتجربة خط القطار خلال هذا الشهر الجاري وتم توزيع المحطات على كل مشعر بثلاث محطات بطول كل مشعر من شرقه إلى غربه، والعكس بداية من محطة صدقي جنوب غرب الجمرات، وتم توزيع المحطات على مساحات لا تتجاوز 250 مترا بين الواحدة والأخرى حتى يتمكن حجاج جميع المخيمات من التحرك عبر محطات القطار دون الحاجة إلى مركبات، وسيتم توفير مركبات خاصة كهربائية لكبار السن وغير القادرين على المشي.
تخصيص المخيمات
كما بدأت وزارة الحج مؤخرا في تخصيص مخيمات مشعر منى لشركات ومؤسسات حجاج الداخل المرخص لها بالعمل في خدمة حجاج الداخل من المواطنين والمقيمين وفق عدد من الضوابط والمعايير حيث تمر عمليات التخصيص بعدة مراحل و تعتبر المرحلة الأولى وهي تسديد الشركات والمؤسسات الضمان البنكي بنسبة 30% عن كل حاج و التي تستمر حتى الاثنين القادم، وذلك للشركات والمؤسسات الحاصلة على 90 درجة من درجات التقييم كما تبدأ المرحلة الثانية من التخصيص يوم الثلاثاء القادم وتستمر حتى الثاني والعشرين من الشهر الحالي و قد خصصت هذه المرحلة للشركات والمؤسسات الحاصلة على 80 درجة فما فوق في درجات التقييم بينما المرحلة الثالثة فتبدأ في الثالث والعشرين من الشهر الحالي فتم تخصيصها للشركات والمؤسسات التي حصلت على 70 درجة، وكذلك الشركات التي لم يخصص لها مواقع في المرحلتين الأولى والثانية.
المسعى بالحرم المكي الشريف
وعلى الجانب الآخر انتهى العمل بعد أن تواصل على مدار الساعة لاستكمال مشروع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لتوسعة مسعى المسجد الحرام حيث تمت الاستفادة من كامل التوسعة لأول مرة خلال شهر رمضان المبارك وهي أكبر توسعة شهدها المسعى على مر العصور. ويتكون مشروع توسعة المسعى من 4 طوابق، وهي بدروم مخصص للعربات ودور أرضي ودورين أول وثان بطول 350 متراً وعرض 21 متراً وأصبح عرض المسعى الكلي 40 متراً، وأنجز المشروع على مرحلتين من 3 أدوار و4 مسارات للسعي متصلة مباشرة بأدوار التوسعة الأرضي والأول والسطح ويرتفع دور سطح المسعى الجديد عن أدوار الحرم الحالي ويتم الوصول إليه عن طريق سلالم متحركة ومصاعد؛ ويتم تأمين 3 جسور علوية بديلة عن التي أزيلت، بالإضافة إلى ممر للجنائز من بدروم المسعى إلى الساحة الشرقية عبر منحدر ذي ميول مناسبة توفر الراحة وانتهاء العمل في إعادة بناء منارة جديدة بارتفاع 95 متراً. كما اشتمل المشروع توسعة منطقتي الصفا والمروة بشكل يتناسب مع التوسعة العرضية والرأسية ويجري تركيب 4 سلالم كهربائية جديدة ناحية المروة تستخدم لتفريغ المسعى من الحجاج بديلة عن مباني السلالم الكهربائية جهة الصفا والمروة؛ مما يؤدي إلى زيادة في المساحة الكلية للمسعى من 29 ألفاً و400 متر مربع للوضع الحالي لتصبح 72 ألف متر مربع بعد التوسعة، ويؤمن ممرات سعي كل مستوى علوي في الدورين الأول والثاني لاستخدام ذوي الاحتياجات الخاصة مع توافر مناطق للتجمع عند منطقتي الصفا والمروة وتبلغ مسطحات البناء الإجمالية بكافة الأدوار لمناطق السعي والخدمات حوالي 125 ألف متر مربع. كما تم تركيب وإنشاء عدة أجهزة لترطيب الهواء في الساحات الخارجية على الساحة الغربية بالإضافة إلى زيادة عدد اللوحات الإرشادية الخاصة بمداخل ومخارج المسجد الحرام.
استقبال وفود الحجيج
وأكملت المؤسسة الاهلية لمطوفي حجاج الدول العربية استعداداتها لاستضافة 350 ألف حاج عربي بعد عقدها سلسلة من الاجتماعات التحضيرية مع جميع رؤساء بعثات الدول العربية. وكانت تونس الدولة الغائبة العام الماضي عن الحج بسبب إنفلوزنزا الخنازير، ولكنها كانت أول دولة ترسل بعثات الحج وصولا واجتماعا مع المؤسسة لوضع التصور النهائي لحجاجها. وقد نفى المطوف فائق بن محمد بياري رئيس مجلس إدارة مؤسسة مطوفي حجاج الدول العربية وجود اعتذار من أي دولة عربية عن الحج، مشيراً إلى أن جميع الدول العربية ستكون حاضرة في موسم حج هذا العام وبنسبها الاعتيادية دون الإنقاص من حصة أي دولة وأوضح بياري إلى أن العدد المتوقع وصوله من الحجاج هذا العام يتراوح مابين 340 ألف إلى 350 ألف حاج، ولفت بياري إلى أن هناك 124 مجموعة خدمة ميدانية تقدم خدماتها لعشرون دولة عربية. وبين بياري أن التجهيزات والاستعدادات اكتملت بطريقة احترافية وعلى أعلى المقاييس بدءاً من استقبال الحجاج ووسائل تنقلاتهم وأماكن سكنهم ومناسبتها لاستضافة الحجاج واشتمالها على وسائل السلامة المطلوبة إضافة لتجهيز مخيمات الحجاج في المشاعر المقدسة. وكشف بياري عن تطبيق المؤسسة هذا العام لاشتراطات السكن التي تتطلب عدم بعد سكن الحجاج عن المنطقة المركزية بأكثر من كيلو مترين، مبينا أن معظم سكن الحجاج يتمركز في منطقة العزيزية وكدي وجرول والمسفلة وشارع المنصور وغيرها. وأوضح أن هناك تعاوناً دائماً بين جميع الجهات الرسمية المشاركة في الحج مع المؤسسة لتأمين راحة الحجيج وتوفير كل السبل المعينة على أداء حجهم بيسر وسهولة.
وقدم بياري في نهاية حديثة شكره لحكومة خادم الحرمين الشريفين ممثلة في الجهات التي تشرف على الحج لتسهيل عمل مؤسسات الطوافة حتى يؤدي الحاج نسكه بكل يسهر وسهولة، مثمناً الجهود التي تقوم بها وزارة الحج بقيادة معالي الوزير فؤاد بن عبد السلام الفارسي ووكلاء الوزارة وجميع العاملين في حقل الحج حتى يظهر موسم حج عام 1431 ه بأفضل صورة.