تمكنت فرقة من البحث الجنائي في شرطة محافظة جدة من القبض على واحدة من اخطر عصابات السحر والشعوذة، التي يديرها اثنان من الأفارقة المخالفين لنظام الإقامة. وتخصصت العصابة في أعمال السحر وإيقاع النساء والفتيات للذين يدفعون تكاليف تلك الإعمال السحرية للمتهمين بعد إحضار كافة المعلومات عن المرأة التي يراد الإيقاع بها، أو تفريقها عن زوجها أو السيطرة عليها والتلاعب بها. وكانا يقومان بالعديد من أعمال السحر والشعوذة بهدف جمع المال بكل الوسائل؛ مرة بإيهام بعض ضعاف الدين والعقول لزيادة ثرواتهم وتمكينهم من النجاح في أعمالهم.. ومرة بالضحك على بعض المخدوعين بأن يساعدوهم في الحصول على الحظوة والمكانة في المجتمع، وكذلك عمل السحر للبعض بهدف الإضرار بآخرين يكرهونهم او يريدون الانتقام منهم. البحث الجنائي والتحري بشرطة جدة وضع كميناً محكماً، ومتابعة دقيقة لهذين المتهمين؛ وبعد متابعة ورصد على مدى أيام لتحركات الساحرين اتضح فعليا قيامهم بأعمال السحر والشعوذة، وتم تحديد أوقات تواجدهم في المنزل؛ وهو ما حدد ساعة الصفر حين قامت فرقة القبض بتطويق المنزل من جميع الجهات ومن ثم تم الدخول إليه بكل هدوء في ظل انشغال الساحرين في أعمالهما، متخذين من مقر سكنهما الشعبي في أحد أحياء جنوبجدة ستارة لهم. وقد تم من خلال مداهمة وكر الساحرين القبض عليهما متلبسين بأعمالهما، ووجد في حوزتهما كميات من الزيوت والأعشاب التي يستخدمانها في أعمالهما، بالإضافة الى كميات من الطلاسم والأسحار التي كان يجري تجهيزها لتسليمها لمن عملت لهم، كما تم ضبط كمية من النقود مع الساحرين؛ وهي أكثر من ثلاثة آلاف وخمسمائة ريال سعودي وخمسة آلاف من العملة النيجيرية، وأربعين دينارا عراقيا وكميات من المسابح وبعض الخواتم، وعدد من الجوالات والساعات. واعترف الساحران بما قاما به وأنهما كانا يعمدان الى عمل أسحار التفريق بين الأزواج وادعاء زيادة المال والثروة والربط بين الأزواج وتقريب المحب وزيادة العشق بالإضافة الى البحث المزعوم عن المفقود والضائع، ولكن كل هذه الادعاءات سقطت أمام زبائنهم بعد أن فشلا في معرفة وقت القبض عليهما واقتراب رجال الأمن من وكرهما. واشار أحد الساحرين الى انه درج على العمل على خداع ضعاف النفوس بواسطة الانوار القوية المركزة على جوانب الغرف بشرط ان يكون هناك صورة مرسومة على المصباح بحيث يظهر وجود شكل ما على الجدر اما على شكل حصان او حيوان ما مثل الكلب؛ وقال: "كنت اتعمد نشر دخان كثيف في ارجاء الغرفة حتى لا يستطيع الضحية رؤية دخول احد ما من الباب الواقع خلف الستارة حيث يتولى هو الحديث مع التاكيد عليه بان من خلفه هو جني وعليه ان لا ينظر اليه، وبعد ان ارش الدخان مره اخرى يخرج مساعدي وأدع الضحية في خوف كبير من بقع الدم و الاصوات المتكررة سواء مثل خرير الماء او صرير الباب".