في وقت تحاول فيه إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، لملمة القوات الأمريكية المنتشرة في أنحاء العالم، والتخفيف من المجهود العسكري عبر خطتين للانسحاب من العراق وأفغانستان، برز التزام الإدارة الجديدة بمحاربة القرصنة كجبهة جديدة محتملة. ولم تصدر عن الولاياتالمتحدة مواقف حازمة تتعلق بالقرصنة، عندما كان القراصنة ينهبون ويخطفون سفنا أوروبية. لكن عندما وصل الأمر إلى اختطاف سفينة أمريكية بحسب تقرير أعدته قناة السي إن إن الإخبارية، واحتجاز قبطانها، تحركت إدارة أوباما بسرعة، خوفا من غضب شعبي، سبق وأن اتهم إدارات قضت "بالتراخي" عن نصرة الأمريكيين. ولم ينتظر أوباما طويلا قبل أن يفوض وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" باستخدام القوة ضد القراصنة، بل إنه خرج علنا ليتوعد "المجرمين" في القرن الإفريقي وخليج عدن، قائلا: إن بلاده "ستواجه هؤلاء وتحاسبهم على جرائمهم". وقال أوباما: إن الولاياتالمتحدة "عليها أن تحل أزمة القرصنة في خليج عدن، والقرن الإفريقي", مشيدا بتصرف قوات بلاده لتحرير الرهينة، القبطان الأمريكي ريتشارد فيليبس التي تمت "بأمان وفعالية". ورغم أن تصريحات أوباما كانت "طبيعية" في سياق حماية مصالح بلاده في أي مكان، إلا أن القراصنة توعدوا بدورهم بالانتقام من الأمريكيين، و"ضرب مصالحهم وقتل الرهائن كلما سنحت الفرصة لذلك". وفي وقت تحارب فيه الولاياتالمتحدة عدوها اللدود، تنظيم القاعدة، لا تبدو أنها في حاجة إلى أعداء جدد في القرن الإفريقي أو خليج عدن، حيث تمر معظم السفن التجارية الأمريكية والأوروبية، بل إن جبهة تفتح هناك، إذا أقرها أوباما، ربما تدخل قوات بلاده في صراع هي في غنى عنه. وكان اثنان من القراصنة الصوماليين تعهدوا بالثأر والانتقام لمقتل رفاقهما أثناء عملية تحرير الرهينة الأمريكي، قبطان سفينة الشحن "ميرسك ألاباما". وقال القرصانان في تصريح لصحفي صومالي، إنهما استشاطا غضباً من العملية الأمريكية، وكذلك من الغارة الفرنسية الجمعة، التي أدت هي الأخرى إلى مقتل اثنين من القراصنة وإحدى الرهائن، فيما نجحت في تحرير أربع رهائن. وقال عبد الله أحمد، العضو في إحدى جماعات القراصنة، التي تتخذ من ميناء هرارديري في وسط الصومال مقرا لها: "لقد قررنا قتل البحارة الأمريكيين والفرنسيين إذا ما وقعوا بأيدينا مستقبلاً". وأوضح أحمد، أن من بين القراصنة القتلى جراء عملية تحرير فيليبس "اثنين من أفضل الخبراء" في مجال اختطاف السفن البحرية، مشيراً إلى أن الأول هو خليف غوليد، والثاني نور دالابي، وأنهما متزوجان ولهما أولاد. يشار إلى أنه في تصعيد جديد قبالة الساحل الصومالي، هاجم قراصنة صوماليون الثلاثاء ثلاث سفن شحن، من بينها واحدة أمريكية نجحت في الفرار من قبضة القراصنة، بينما استولوا على اثنتين أخريين، إحداها لبنانية والأخرى يونانية، بينما تم تحذير السفن من مغبة الاقتراب من المنطقة خشية وقوع اعتداءات جديدة. فقد أعلن مسؤولون في الجيش الأمريكي أن سفينة الشحن الأمريكية "ليبرتي صن" تعرضت لهجوم ليل الثلاثاء، وهي في طريقها إلى ميناء مومباسا الكيني، إلا أن القراصنة لم يتمكنوا من السيطرة عليها. وجاء في بيان للشركة المالكة للسفينة، "ليبرتي ميريتايم كورب"، أن "القراصنة أطلقوا نيران أسلحتهم الرشاشة وقذيفة صاروخية باتجاه السفينة، فأصيبت بأضرار".