ألقى إعلاميون باللوم على (رؤساء تحرير) بعض الصحف في المملكة، جراء ما يمارسونه من تهميش حقيقي لصحفيين متميزين يعملون خلف الكواليس، ومن بينهم شباب قادرون على تولي مناصب تحريرية، ومنها (رئاسة التحرير). وأشاروا إلى أن هؤلاء الشباب يفتقدون الحصول على فرص حقيقية، ويفتقرون إلى "منح الثقة"، ملقين باللوم على رؤساء تحرير الصحف لعدم اهتمامهم بالصف الثاني، و"عدم التفاتهم لصقل مواهب العاملين من الشباب وعدم ثقتهم بالكفاءات الشابة". وجاء ذلك في مأدبة عشاء أقامها، (أمس) الاثنين 30 أغسطس 2010، رئيس تحرير صحيفة (الشرق) الزميل قينان الغامدي على شرف رئيس تحرير صحيفة (الشرق الأوسط) طارق الحميد وتساءل عدد من قياديي العمل الصحفي عن سر تداول أسماء لا تتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة، في حال الرغبة في ترشيح رئيس تحرير مطبوعة جديدة، أو ليحل محل رئيس تحرير مستقيل. واتفقوا على وصف هذا الفعل ب "التهميش الحقيقي لأدوار أساسية متميزة لصحفيين، يعملون خلف الكواليس ومن بينهم شباب قادرون على رئاسة التحرير، متى ما منحوا الثقة والفرصة"، ملقين باللوم على "رؤساء تحرير الصحف لعدم اهتمامهم بالصف الثاني وعدم التفاتهم لصقل مواهب وقدرات العاملين من الشباب وعدم ثقتهم بالكفاءات الشابة".
وأبدى رئيس تحرير صحيفة (المدينة) السابق محمد الفال، تفاؤلا كبيرا في خضم الحديث، مستدلا على "كفاءة وقدرة الشباب والشابات في أعقاب انتشار وسائل الإعلام الحديثة ومن بينها الانترنت"، مؤكدا على أن "حماسهم أثمر منتجا عصريا متميزا، وجلهم ضمن صفوف العاملين في الصحف". من جانبه، تساءل طارق الحميد بمرارة عن سر عدم منح الشباب الفرصة والثقة، "كونهم عماد مستقبل المهنة"، عوضا عن الدوران في حلقة مفرغة حول أسماء معينة، كلما كانت هناك حاجة لترشيح رئيس تحرير جديد، ماقتا "أسلوب تطفيش الكفاءات وتهميشها"، مؤكدا على أن "الإنتاج يجب أن يظل الفيصل بين المسؤول والعامل أيا كان". فيما أكد قينان الغامدي على أن "صناعة الكفاءات يجب أن تظل الشغل الشاغل لرئيس التحرير"، مستشهدا بتجربته الشخصية إبان رئاسته صحيفة (الوطن)، ومشيرا إلى أن "بعض نواب رؤساء التحرير في تلك الفترة لم تكن لهم علاقة مهنية قبل أن يتم منحهم الفرصة، ليثبتوا قدراتهم وكفاءاتهم في غضون وقت قصير".
وأشار الكاتب المعروف مشعل السديري، إلى وجود كفاءات شابة تستحق الاهتمام "من خلال صقل الموهبة الموجودة في الأصل، ومعظم هؤلاء الشباب قادرون دون شك، على القيام بمهام رئيس التحرير لو منحوا الفرصة والثقة". وتحدث الزميل محمد الجهني عن "أهمية استقرار الكفاءات المهنية وأهمية الأمان الوظيفي"، مشيرا إلى أن "الاستقرار الذي تشهده صحيفتي الرياض والجزيرة استقرارا مميزا، قياسا على بقية الصحف، وهو الأمر العائد لاستقرار رئاسة التحرير في الصحيفتين"، مشيرا إلى أنهما "سيصبحان كباقي الصحف فيما لو تغيرت رئاسة التحرير". وتناول الإعلاميون أثر التقنية على رواج الصحف الورقية، متفقين على أن "كل الصحف تتنافس على قارئ واحد يتنقل بين الصحف، وهناك تأثير فعلي سببه وسائل التقنية الحديثة".