كشفت هدى عبد الناصر نجلة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عن أسرار جديدة في قضية وفاة والدها، موضحة أنها تبحث منذ عشر سنوات في أوراقه المتواجدة في منزله حيث توصلت لبعض الوثائق والأسرار التي لم تكشف بعد. وأكدت نجلة الرئيس الراحل خلال حوارها لبرنامج "دوام الحال" الذي تقدمه لميس الحديدي على التلفزيون المصري، أن هناك عددا ضخما من الأوراق الأخرى الخاصة بوالدها والتي كان مقرها سكرتارية الرئاسة ونقلت إلى قصر عابدين، لافتة إلى أنه وجدت بعض الوثائق التي كتبها الرئيس عبد الناصر بخط يده وترجع منذ أن كان عمره 17عاما. ويدل محتواها على براعة عبد الناصر في اللغة والكتابة حتى انه كان ناسخا لبعض الأشعار الخاصة بالشاعر عباس العقاد وكتابات لمصطفى صادق الرافعي، ومسودة خطاب ألقاه في مظاهرات 1935 تشبه الخطب التي ألقاها في بداية الثورة. وقالت إن الأمر الأكثر اندهاشا، هو احتفاظ الرئيس عبد الناصر بعدد 108 خطاب في توقيت حرب فلسطين من الأقارب وتتناول تخوفهم عليه، إلى جانب عدد من الخطابات من أصدقائه تحمل تهانيهم له بترقيته في فترة الحرب، مبينة أنه من بين هذه الخطابات التي تعبر عن اتسام عبد الناصر بالخلق الرفيع وأكثرها تأثيرا هي التي كان يرسلها جمال إلى والده والتي تبدأ بقوله "اقبل أيديكم الكريمة". وأشارت إلى إحدى هذه الوثائق وهي وثيقة للدكتور محمود فوزي كان قد أرسلها لوالدها تحتوي على 300 صفحة وعدد من اللقاءات الخاصة بالعدوان على مصر عام 1956 وحتى آخر عام 1957 وانسحاب اليهود من سيناء مما يؤكد أن مختلف المعلومات الواردة من هذه الفترة يساهم في توضيح الصورة الحقيقية لتاريخ الرئيس جمال عبد الناصر. وأكدت هدى إلى أنها بصدد إصدار مجموعة من الكتب عن فترة حكم والدها سوف تطرح بالأسواق، منها أجزاء تختص بالخطابات تتضمن 7 أجزاء بالإضافة إلى الجزء الخاص بمرحلة النكسة، كما تتناول الكتب آراء الرئيس عبد الناصر حول الاشتراكية وكيفية مواجهة مناهضي الثورة، وكذلك فترة صراعه مع الشيوعيين. وطالبت هدى بصياغة التاريخ بشكل أكثر مصداقية، وأن تفرج الدولة عن وثائقها، لافت إلى أن والدها تعرض لحملة تشويه متعمدة ضد تاريخ عبد الناصر عقب حرب 1973، مضيفة أنها ذهبت إلى وزارة الخارجية من أجل مشاهدة وثائق تختص بوالدها بينما وزير الخارجية في هذا التوقيت أنكر وجود هذه الوثائق وأخبرها الدكتور جمال شقرا أن هناك 40 نوتة بخط يد عبد الناصر ضمن أرشيف عابدين بينما أنكر أحد المسئولين ذلك. والأمر الأخر فهو طلبها من المشير محمد حسين طنطاوي وزير الدفاع للتعرف على الملف العسكري لوالدها من أجل الاطلاع عليه لضم وضبط عدد من المعلومات حول حياة الرئيس العسكرية، ونبهت على أن الجزء الأخير في الكتاب يتناول الرسائل التي وردت من مختلف الشخصيات والتي تحتوي على خطابات من بداية الثورة وتشمل مشاركات من الشعب له فيها منها خطابات بعد نجاته من حادث المنشية، ووجدت عدد من الخطابات تنتقده، وأوضحت بأنها لديها القدرة المالية من أجل أن تصدر كتاب عبد الناصر، نافية أن تكون طالبت من الرؤساء العرب مشاركتها في تمويل الجزء الأول من الكتاب. وتحدثت عن أهم نقطة انقلاب في حياة عبد الناصر وفقا لوثائقه، وهي معاداة بعض أجهزة الدولة له ومحاولة تنفيذ مؤامرات عن طريق جهاز الموساد الإسرائيلي والاستخبارات الأمريكية، كما دافعت عن اتهامها للرئيس السابق محمد أنور السادات بقتل والدها، مؤكدة بأنها ليست الوحيدة التي اتهمت السادات بذلك، كما أن صحيفة "الواشنطن بوست" الأمريكية شاهدة على ذلك حيث نشرت ما يشير إلى هذا الأمر. وأشارت إلى أنها قد خسرت قضيتها في اتهام الرئيس السادات لصالح رقية نجلته وقامت بدفع تعويض لها التزاما بحكم القضاء مع عدم تراجعها عن هذا الاتهام، كما نوهت إلى أنها بصدد القيام بإنشاء متحفا للرئيس عبد الناصر بالاتفاق مع دار الوثائق المصرية بعد جمع العديد من الأوراق والوثائق الموجودة في أرشيف رئاسة الجمهورية ووزارة الخارجية.