تحوّل مركز نيارة للمؤتمرات في الرياض صباح الأحد 12/4/2009 إلى مقهى واسع جمع أكثر من 45 شاباً وشابة بنخبة من الإعلاميين السعوديين البارزين، وذلك في إطار الفعاليات التحضيرية ل (منتدى الغد 2009: نحن والشباب شراكة) المقرر عقده في 18 من الشهر الحالي بمدينة الرياض برعاية الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض. وتقوم الفكرة الرئيسية لمقهى الشباب والإعلام الذي يقام للمرة الأولى في السعودية على فتح نقاش وحوار متبادل بين الشباب والإعلاميين. وشارك في المقهى 13 إعلاميا بارزاً, وهم: الدكتور سليمان الهتلان المدير التنفيذي للمنتدى الاستراتيجي العربي، عبد الوهاب الفايز رئيس تحرير صحيفة الاقتصادية، الكاتب الصحفي في جريدة الوطن قينان الغامدي، الكاتب وعضو مجلس الشورى نجيب الزامل، الكاتب حسين شبكشي، سلطان القحطاني مدير تحرير صحيفة إيلاف الإلكترونية في السعودية، الإعلامية منى أبو سليمان، ياسر العمرو معد ومقدم البرامج في قناة الاقتصادية، الكاتب داود الشريان، هالة الناصر رئيسة تحرير مجلة روتانا، الكاتبة ثريا العريض، أحمد الفهيد سكرتير تحرير صحيفة الحياة، وعلي الظفيري مذيع قناة الجزيرة الفضائية. في حين حضر 45 طالبا وطالبة من جامعة الملك سعود وجامعة اليمامة الأهلية لمناقشة ومحاورة الإعلاميين. وتركزت أطروحات الشباب خلال المقهى على سؤالين مهمين عن التحديات التي تواجه الشباب اليوم، ودور الإعلام في مواجهة هذه التحديات، واستمرت حلقات النقاش لمدة ساعتين، تخللها تقييم النقاشات التي جرت وعرض النتائج التي توصل لها الحضور. وطالب الشباب خلال عرض النتائج, الإعلاميين بتحمل مسؤوليتهم في مواجهة التحديات التي تواجه الشباب، مشددين على أهمية الإعلام ودوره في طرح ومناقشة قضايا الشباب. وركز الشباب على أكبر التحديات التي تواجههم، مؤكدين أن أهمها قضايا التعليم ومدى مواكبته لسوق العمل السعودي، والبطالة, وتغييب الشباب عن المشاركة في صناعة القرار والقيادة. وطالب عدد من الشباب بإيجاد مجلس شورى خاص بهم لمناقشة قضاياهم, وحتى يتسنى لهم المشاركة في صنع القرار. وقال المذيع في قناة الجزيرة علي الظفيري: إن ما رآه شيء خارق للعادة ما كسر الحواجز النفسية، وعبر الظفيري عن تفاؤله بما رآه. وأضاف الظفيري: "ما زلت أرى أن الفرص موجودة في كل مكان, ولكن لا بد من أن يبذل المرء جهده", وهو ما فيه إشارة إلى بذل الشباب مزيدا من الجهد من أجل تحقيق أحلامهم. بينما اعتبر مدير اللقاء عبد الرحمن التويجري أن مستوى الأداء خلال المقهى كان متميزا، وكان الحضور متفائلا. وقال التويجري: "هناك روح تفهم وروح إصلاحية واختيار جيد للإعلاميين والطلاب". من جانبه عبر الأمين العام المساعد لمؤسسة الفكر العربي حمد العماري, عن بالغ سعادته للرقي الثقافي الذي شاهده لدى الشباب الحاضرين للمقهى، وقال:"أنا سعيد جداً بما رأيت وسمعت من الرقي الثقافي لدى الشباب، وخصوصاً ثقافة الحوار". وأشار إلى أن آراء الشباب واعية ولافتة بطرحها الجريء، مؤكدا أنه بات فخورا ببلده. وأضاف العماري: "هؤلاء الشباب لديهم إلمام بالحاضر وتصور للغد، وأدعو الإعلام إلى إبراز مثل هؤلاء الشباب وتبني مواهبهم". في الوقت نفسه شدد الكاتب والإعلامي داود الشريان على ضرورة الاستماع إلى صوت الشباب ورؤيتهم عما يريدونه من الإعلام، قائلا: "أنا سعيد جدا بأن أستطيع التواصل مع الشباب ومعرفة وجهة نظرهم"، واستدرك بقوله: "أتمنى عدم تصوير مثل هذه المقاهي والحوارات لكي تعم الصراحة على الجو ويسود الإخلاص". من جانبه أكد الكاتب قينان الغامدي أن المقهى خرج بنتائج مفيدة، واستطاع أن يوصل صوت الشباب إلى الإعلاميين، منوها بأن فكرة مقهى الشباب والإعلام فكرة جديدة تؤسس لحوار هادئ، وأضاف الغامدي:"أتمنى أن تعمم التجربة ونراها في مدن أخرى، وعلى مستويات أخرى، وتكون حوارا بين الشباب ومجلس الشورى, وبين كل فئات المجتمع, فالمهم هو التواصل". وأشار إلى أن نظرته في الشباب لم تخب، قائلا: "لدى الشباب وعي بقضاياهم واحتياجاتهم، منوها بأن قنوات المعرفة متاحة بشكل كبير للشباب ولم يحظ بها أي جيل سابق". وأكد أنه من الضروري أن يكون هناك دوما مبادرات لمساعدة الشباب، مشيرا في الوقت ذاته إلى مبادرة الكاتب داود الشريان الذي رحب أثناء نقاشات المقهى بأي شاب يحب أن يكتب في أي صحيفة محلية". في حين أشارت الإعلامية منى أبو سليمان إلى أن مقهى الشباب والإعلام كان مميزا بأفكار الشباب، موضحة: "لدى الشباب أفكار جريئة ولكن كل ما ينقصهم هو القليل من الخبرة". بدورها أبدت إيمان الغامدي وهي طالبة في كلية الأنظمة والعلوم السياسية قسم الأنظمة والقانون في جامعة الملك سعود، سعادتها بالملتقى، مؤكدة أنه وافق تطلعاتهم وآمالهم في إيجاد بيئة توافق بين الفكر الشبابي الحديث والخبرات الإعلامية". وثمنت الجهود المبذولة من أجل فتح المجال أمام الطلاب، الذين يمثلون شريحة اجتماعية مهمة، للتعبير عن آرائهم وتوجهاتهم وانتقاداتهم للإعلام "من أجل التوصل إلى صيغة توافق بين ما نأمل الوصول إليه كشباب، وما يراه الإعلام كموجه للمجتمع". في السياق ذاته اكتفى الطالب عبد الله المهنا في مشاركته بالقول: "رأيت كثيرا من المشكلات وقليلا من الحلول". لكن الطالبة في جامعة اليمامة لؤلؤة الكريدس قالت: "استمتعت بطرح الآراء بعيداً عن الروتين، وهذا يعطي الشباب والشابات الثقة بالنفس، والنقاشات التي حدثت على الطاولات تظهر نتيجة واحدة، وهي أن الشباب يتحدثون بالفكر، وأن مشكلتنا واحدة، لكن من نواح عديدة". في الموضوع نفسه قال الطالب الثانوي سعيد الزكري: "استفدت كثيرا من المقهى، وكانت له روح وأهداف بوجود الإعلاميين والمهتمين، والإصغاء إلى طلبات الشباب، والنظرة الإيجابية", متمنيا أن تتكرر مثل هذه المقاهي لخدمة الشريحة الشبابية. أما الطالب في كلية الطب في جامعة الملك سعود، بدر العمري، فقد عبر عن دهشته وسعادته أيضا لما شاهده في المقهى، وقال: "من الغريب أن يتجسد الخيال واقعاً، كثيراً ما قرأت في الجرائد البريطانية والصحافة الأوروبية أن الشباب يقوم بالتأثير في الاتجاهات الوطنية، وأعني الاتجاهات ذات التأثير في طبيعة المجتمع، وهذا ما أصبح واقعاً أعيشه في مقهى الشباب والإعلام". وأضاف: "الشباب الحاضر يحدوهم الأمل والطموح، وآرائهم واقتراحاتهم تنم عن عقول تحمل كثيرا من آراء التغيير والتطوير، لقد شعرت أن المرحلة القادمة ستحمل كثيرا من المفاجآت، وكثيرا من التقدم".