طلب الأمن العام اللبناني وقف عرض مسلسل "المسيح" التلفزيوني الايراني على قناتي "المنار" التابعة لحزب الله و"ان بي ان" التابعة لحركة امل الشيعية، بحسب ما افاد مصدر في المديرية العامة للامن العام وكالة فرانس برس، الجمعة 13 أغسطس 2010. وقال المصدر المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، ان "الامن العام طلب من القناتين وقف عرض المسلسل" الذي يتناول سيرة حياة السيد المسيح استنادا الى النصوص والتراث الاسلامي. وفي الوقت نفسه، اصدرت قناتا "المنار" و"ان بي ان" بيانا مشتركا اعلنتا فيه وقف عرض المسلسل الذي بدأ بثه مع اول ايام شهر رمضان "مراعاة منهما لبعض الحساسيات، وللحيلولة دون اي محاولة للتوظيف السلبي". ويستند المسلسل المدبلج الى العربية، الى فيلم ايراني صدر العام 2008، ويروي حياة المسيح بناء على ما ورد في القرآن. وقد اثار عرضه احتجاج عدد من رجال الدين المسيحيين في لبنان الذين طالبوا بوقفه باعتباره مسيئا الى الايمان المسيحي. ودعا الاسقف الماروني بشارة الراعي في احاديث لوسائل الاعلام الخميس والجمعة الى وقف عرض المسلسل، مؤكدا انه "ينكر اسس الدين المسيحي". وقال الراعي الذي يرأس اللجنة الاسقفية لوسائل الاعلام في الكنيسة المارونية في حديث الى صحيفة "السفير" الصادرة الجمعة، ان احداث المسلسل "غير صحيحة وغير دقيقة". واضاف ان "المسلسل ينكر ان المسيح هو اله وابن الله" و"يفيد ان المسيح لم يصلب وان المصلوب هو يهوذا، وبهذا لا يكون هناك قيامة"، ورأى في ذلك "انكارا لاسس الدين المسيحي وفكرة الخلاص". ويؤمن المسيحيون بان يسوع المسيح هو ابن الله، وبانه صلب وقام من بين الاموات واقام معه جميع الموتى. بينما يؤمن المسلمون بان يسوع او عيسى هو نبي مرسل من الله. وجاء في بيان قناتي "المنار" و"ان بي ان" ان المسلسل "يضيء على الشخصية العظيمة لنبي الله عيسى بن مريم عليه السلام وعلى رسالته الالهية ويعكس بكل تمجيد واجلال وتعظيم مسيرة حياته وآلامه وتضحياته ولدوره وصورته". وكان مخرج الفيلم الايراني نادر طالب زاده قال في مقابلة مع شبكة "سي ان ان" التلفزيونية الاميركية العام 2008 ان الفيلم محاولة لتصوير "حياة المسيح من المنظارين الاسلامي والمسيحي في وقت واحد"، مشيرا الى ان القرآن يتحدث "كثيرا عن عيسى وعن مريم امه". وفي لقطات من المسلسل تم بثها على الانترنت، يصور المسيح وهو يصلي فيما يسمع صوت يقول "نزل امير الوحي جبرائيل واحضر كتابا كأنه مرآة مضيئة واوحي الانجيل في تلك اللحظة على قلب بن مريم". والانجيل، بحسب العقيدة المسيحية، كتبه اربعة من رسل المسيح وليس موحى به كما يعتقد المسلمون.