بعد اكثر من 20 عاما على اعدام الرئيس الروماني نيكولاي تشاوشيسكو وزوجته، اخرجت رفاتاهما الاربعاء 21 يوليو 2010، من مقبرة في بوخارست لاجراء تحاليل الحمض النووي من اجل التحقق من هويتيهما. وجرت هذه العملية المفاجئة بطلب من فالنتين تشاوشيسكو الابن الوحيد الذي بقي على قيد الحياة "للقائد" الشيوعي السابق، ومن صهره ميرسيا اوبريان. ويشكك الرجلان منذ سنوات بان يكون تشاوشيسكو وزوجته مدفونين فعلا في مقبرة غينشيا في مكان غير بعيد عن وسط بوخارست. وخوفا من تدنيس قبريهما، دفنت السلطات الزوجين ليلا بعد اعدامهما في 1989 تحت صليبين يحملان اسمين مختلفين، بحسب ما ذكر شهود ما اثار شكك بعض افراد العائلة. ويطالب اوبريان وفالنتين منذ سنوات وزارة الدفاع باجراء تحاليل الحمض الريبي. وقال اوبريان لصحافيين في المقبرة بعد عملية "اميل الى الاعتقاد بان البقايا لحموي لكنني لا استطيع ان اتأكد مئة بالمئة بدون اجراء التحاليل". ويمكن ان ينتظر النتيجة اشهر. وذكرت صحافية من (فرانس برس) تمكنت من دخول المقبرة بعد العملية ان التراب في القبرين كان مقلوبا. واضاف اوبريان ارمل زويا تشاوشيسكو ابنة الرئيس التي توفيت ايضا "رأيت الرفاتين وتعرفت على معطف عمي، كان فيه ثقوب بسبب الرصاص وكذلك بنطاله". وحكم تشاوشيسكو رومانيا بقبضة من حديد من 1965 حتى سقوط الانظمة الشيوعية في اوروبا في 1989. وبعد تظاهرات في الشوارع قمعت بقسوة منتصف ديسمبر في تيميشوارا (غرب) ثم في بوخارست، فر من العاصمة بمروحية في 22 ديسمبر 1989. واعتقل تشاوشيسكو وزوجته بعد ساعات وخضعا لمحاكمة قصيرة عقدت في جلسة مغلقة في ثكنة في تارغوفيستي شرق بوخارست، ثم اعدما. وكل سنة يأتي قلة من الذين يشعرون بالحنين الى الحقبة الشيوعية لاحياء ذكرى وفاته امام قبره. وكان تشاوشيسكو احد اشهر الطغاة في اوروبا. وصباح الاربعاء تجمع حوالى 20 شخصا خارج المقبرة عندما انتشر النبأ. وكانت العائلة طلبت اجراء نبش البقايا بعيدا عن الصحافيين او الجمهور. ووضع البعض بعد انتشال الرفات، صورا لتشاوشيسكو على قبره، بحسب ما ذكرت صحافية من فرانس برس. واذا تبين ان الجثتين ليستا لتشاوشيسكو وزوجته، قال صهر الديكتاتور انه سيلاحق الدولة قضائيا. ويتعامل اوبريان وفالنتين بحساسية كبيرة مع كل ما يتعلق بتشاوشيسكو. فقد سجلا العام الماضي "علامة تشاوشيسكو" لدى المكتب الروماني للاسماء التجارية والاختراعات، لذلك اصبح لا يمكن استخدام هذا الاسم بدون موافقتهما. كما حاولا مؤخرا منع عرض مسرحية عنه. وشكلت حياة تشاوشيسكو مصدر وحي للمخرج الروماني اندري اويتشا الذي عرض في كان "سيرة ذاتية لنيكولاي تشاوشيسكو" وهو فيلم طويل يعتمد على صور ارشيف فقط. ويقول المؤرخون ان نقاطا غامضة كثيرة ما زالت تشوب حوادث 1989 التي انهت عهد تشاوشيسكو.