سواء كانت ثورة او انقلابا، ما زالت انتفاضة كانون الاول/ديسمبر 1989 ضد الشيوعية في رومانيا تثير تساؤلات، بينما يعجز القضاء عن كشف ملابسات سقوط قتلى وجرحى مع انهيار النظام لم تر اوروبا الشرقية مثله. ومنتصف كانون الاول/ديسمبر وبعد شهر من انهيار جدار برلين، اندلعت تظاهرات في تيميشوارا (غرب) ثم في بوخارست واجهها قمع دموي. وفي 22 كانون الاول/ديسمبر وتحت ضغط حشود كبيرة تجمعت امام مقر الحزب الشيوعي فر الدكتاتور نيكولاي تشاوشيسكو وزوجته ايلينا قبل ان يعتقلا ويحكم عليهما بالاعدام ويعدما يوم عيد الميلاد. وفي المجموع قتل 1104 اشخاص خلال تلك الاحداث، 162 منهم قبل 22 كانون الاول/ديسمبر و942 بعدها. كما جرح 3352 شخصا آخرين. وقال فيوريل اوانشيا وهو اول عسكري خطب في المتظاهرين المناهضين للشيوعية في تيميشوارا لوكالة فرانس برس "ما زالت اسئلة مطروحة دون اجوبة. لا نعلم من الذي اطلق النار قبل فرار تشاوشيسكو وخاصة بعدها". واكد انه رغم هذا الغموض "كانت ثورة لانها ادت الى تغيير النظام". ويشاطره الرأي المعارض السابق لتشاوشيسكو، رادو فيليبسكو الذي يتحدث عن "تورط اجهزة استخبارات اجنبية"، ويقول "لا يمكن الحديث عن (محاكاة) ثورة بما انه سقط قتلى". ويقول المدعي دان فيوينيا الذي اعد مذكرة الاتهام بحق تشاوشيسكو ثم كلف بعدهها ملف الانتفاضة انه تعرف على القتلة الذين كانوا "جميعا من العسكريين". واضاف "قبل 22 كانون الاول/دسمبر تحرك الجهاز القمعي برمته ضد المتظاهرين وبعد 22 كانون الاول/ديسمبر تحرك الجيش فقط". الا انه يأسف للعدد القليل جدا من العقوبات بسبب "غياب الارادة السياسية". واعتبر ان الاساطير التي حيكت حول "ارهابيين" مجهولين وقناصين مفترضين موالين لتشاوشيسكو كانت مجرد محاولة ل"صرف النظر" قام بها الجيش هدفها "الدفاع عن الادارة الشيوعية". كذلك تحدث رئيس الوزراء السابق بيتري رومان ايضا عن "ثورة" وقال "لم يحدث انقلاب اطلاقا". لكنه اقر بان "ثمة ما يكفي من الاسباب للحديث عن (مصادرة) الانتفاضة الشعبية من قبل السلطة التي جاءت بعد سقوط تشاوشيسكو". واكد القيادي الشيوعي سابقا الذي تحول الى الرجل القوي في البلاد في 22 كانون الاول/ديسمبر انه "كان في الهيئات الجديدة عدد كبير من القادة الشيوعيين سابقا. انه الخطا الذي ارتكبه ايون ايلييسكو".