فاجأت شابة سعودية تبلغ من العمر (25) عاما مسؤولا طبيا حضر كراع شرفي لافتتاح مهرجان توعوي حول (التوحد) عقد في الرياض بالتزامن مع اليوم العالمي للتوحد يوم السبت 4/4/2009، حينما استنجدت بالمسؤول الطبي بعيدا عن أنظار والدها الذي يدير الجمعية التطوعية التي أقامت الفعالية، لتقول له: "أرجوك أقنع والدي بألا يحبس أخي التوحدي", معتقدة بأن والدها سيتأثر بالمسؤول الطبي كونه يكن له قدرا كبيرا من الاحترام. طلب الفتاة أذهل المسؤول الطبي الذي تلقى دعوة رعاية المهرجان من والدها بصفته مسؤول مؤسسة خيرية مهتمة بالمصابين بالتوحد وتدافع عن حقوقهم. خصوصا وأنه علم بأن والدها الذي وقف كناشط مهتم بمصابي التوحد وقدم كلمة رنانة حول حقوق المصابين بالتوحد وطرق حمايتهم من الأذى، كان ابنه التوحدي في الأثناء نفسها يقبع محبوسا في ردهات غرفة مُغلق بابها بأقفال لا يحمل مفاتيحها سوى الأب (الناشط في مجال التوحد).
وقال المسؤول الطبي ل (عناوين): "سقط هذا الناشط من عيني، وأصابني شيء من الألم، وكدت أن أوبخه كونه يفعل خلاف ما ينادي به في وسائل الإعلام، لكني رحمته لجهله", مبينا أنه استمع في المساء نفسه إلى طلب توجه به أحد الآباء لناشط في الجمعية أراد أن يغير سلوك زوجته التي دائما ما تضرب ابنهما التوحدي، وأنه كلما نهاها عن ضربه قالت: "إما أن يشفى أو يموت".
وقدرت دراسات ميدانية خلال السنوات الخمس الماضية عدد التوحديين في السعودية بنحو 130 ألف توحدي، فيما يعدّ مهتمون هذا الرقم غير دقيق وأن العدد الحقيقي أكبر مما تم التوصل إليه.
وطالبت أمهات مرضى التوحد في برنامج اليوم العالمي للتوحد في أنحاء متفرقة من السعودية؛ بإيجاد مراكز لأبنائهم, خاصة الذكور الذين تتجاوز أعمارهم 12 عاما, داخل المملكة كونها تخلو من المراكز المتخصصة لرعاية مرضى التوحد, وهو ما يدفعهم إلى الاستعانة بخدمات مراكز متخصصة في الأردن. وذكرت إحدى الأمهات ل (عناوين), أن لديها طفلا توحديا أجبرت على إبقائه في المنزل بعد أن بلغ سن 12 عاما, مشيرة إلى أن قدرتها المادية لا تمكّنها من الاستفادة من الخدمات المتخصصة في دولة الأردن التي تبلغ تكلفتها الشهرية نحو 4 آلاف ريال .