يأمل عدد من المواطنين والمقيمين باستعانة خطباء صلاة الجمعة بشاشات عرض تلفزيونية كبيرة لكي يتمكن المصلون من متابعة الخطبة بشكل أفضل, ما يؤدي إلى تفاعلهم معها وترسيخ رسالة الخطبة في أذهانهم عبر الصوت والصورة التي تبث مباشرة. من جانبه لا يرى الشيخ عبد الله المنيع عضو هيئة كبار العلماء وجود ما يمنع من الاستعانة بهذا النوع من الشاشات كونه وسيلة من وسائل إيصال الخطبة للمصلين وحصول التأثير المطلوب والتفاعل لبلوغ الهدف منها عبر الانتفاع من هذه الشاشات لإيصال الغرض من الخطبة, ويلقي الشيخ المنيع باللوم على بعض المصلين الذين لا يصغون جيدا لخطبة الإمام ولا يتذكرون ما قيل فيها لانشغالهم بأمور أخرى كاستخدام الجوال أو المسبحة أو عدم التركيز بسبب نعاسهم لعدم أخذهم كفايتهم من النوم لسهرهم ليلة الجمعة, مشيدا في الوقت ذاته بخطباء المساجد الذين يبذلون جهدا في إعداد الخطبة سواء من ناحية الصياغة أو موضوع الخطبة باختيار موضوعات تتحدث عن المشكلات التي تعيشها الأمة في الوقت الراهن ما يحقق الفائدة المرجوة. في حين يرى الدكتور محمد العقيل أستاذ الفقه المقارن المساعد في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن, أن الخطبة شعيرة تعبدية لا ينبغي التوسع في استخدام مثل هذه الأساليب التقنية لها، ويفضل استخدامها في غير الخطب كالمحاضرات والندوات التي تعقد في المساجد، ولكن ينبغي أن تبقى الخطبة كما هي، وقال الدكتور العقيل: إنه لا بد من أن نقتدي بهدي النبي صلى الله عليه وسلم في خطبه، حيث كان صلى الله عليه وسلم إذا خطب يرفع صوته وتحمر وجنتاه ويشتد غضبه إذا ذكر الساعة كأنه منذر جيش، ثم يقول: أتتكم الساعة، بعثت أنا والساعة هكذا، ويشير بإصبعيه السبابة والوسطى، صيحتكم الساعة ومستكم... وفي التزام هديه صلى الله عليه وسلم غنية، ويضيف العقيل أن استخدام التقنية الحديثة قد يتسبب في إطالة الخطبة، والسنة في الخطبة تقصيرها، إضافة إلى احتمالية حدوث التشويش على بعض المصلين، وإحداث تساؤلات ومداخلات، وكل هذا لا يليق بالجمعة. وعن انتباه المصلين لخطبة الجمعة وتذكر موضوعها قال العقيل: إن نسبة انتباه المصلين للخطبة تختلف باختلاف تهيئهم، وباختلاف موضوع الخطبة وملاصقته بحالهم واهتمامهم، وباختلاف أسلوب عرض وإلقاء الخطبة، وفي المتوسط يبدو لي أن نسبة المنتبهين تراوح ما بين 80- 90%.