بنو إسرائيل هم شعوب تاريخية لم يكونوا شعبا واحدا في الأصل بل مجموعة من قبائل مختلفة تم توحيدها تحالفاً على مراحل زمنية، فمنهم من كانوا بالأصل عبرانيين مسرح أحداثهم في الجزيرة وخارجها وتكلموا باللغة الكنعانيّة، والكنعانية منها العبرية والأوجاريتية والفينيقية. ومن بني إسرائيل كذلك قبائل ذات أصل آرامي ويتحدثون الآرامية، والآرامية تولدت منها السيريانية. والآرامية تعتبر من اللغات السامية لسكان الحواضر قديما. كذلك انضم لبني إسرائيل بعض قبائل من اليمن الذين يتحدثون اللغة اليمنية القديمة القريبة من الحبشية والتي بعدها صارت العربية لغتهم. كلُّ هذه القبائل توحدت في عبادة الإله "يهوه" والذي يعني الرَّبُّ بالترجمة العربية، مع إبقاء هذه القبائل لبعض طقوس وأساطير لكلِّ منها. أحد الطقوس التي بقيت عبر الزمن لبني إسرائيل طقس الختان. بنو إسرائيل يعتبرون إبراهيم عليه السلام الجد الأعلى كما بينته التوراة والتي تعتبر الجلوس في أحضان إبراهيم بالنسبه لليهودي المؤمن يمثل حسن الآخرة. الأصول الحقيقية للديانة اليهودية نشأت بين ظهراني بعض قبائل بني إسرائيل ثم انتشرت مبكرا إلى العراق والشام ومصر وغيرها من بلاد العالم القديم. واليهودية ديانة توحيدية انتشرت أصلا على يدي أنبياء من بني إسرائيل بناء على شريعة موسى عليه السلام أو ما يُطلق عليه توراة مُوسَى. تاريخيا، بنو إسرائيل هم شعوب انحلت عناصرها وامتزجت بأمم أخرى؛ حيث يُطلق على هذه الشعوب بائدة، أي أن تكوينها الأول وعرقيتها اختلطت وذابت مع الغير. ولذا محتمل أن اليهودية استمرت في الانتشار بعد زوال وانقراض مسمى بني اسرائيل. وهذا يدفعنا للقول إن اليهود في أرجاء العالم الحالي هم من شعوب مختلفة قد لا تمت إلى بني إسرائيل بصلة لغة وعِرق، وهذا لا ينفي أن هنالك عناصر من بني إسرائيل القدامى لا بدّ أنها انصهرت في المجتمعات اليهودية التي انتظمت في مختلف الأقطار. وبعضها في مجتمعات عربية يمنية أو عراقية أو شامية أو مصرية .وتعليل ذلك وهو بدهي أن العِرق لا يموت وإنما يموت المجتمع والانتماء والاسم، وذلك لما يجري من تحول واقع التاريخ إلى واقع آخر. الادعاء أن يهود العالم هم من سلالة بني إسرائيل ووريث له فهذا يحتاج إلى براهين علمية وانثروبولوجية تقوم على أساس التاريخ أو سلالات الأعراق عند الباحثين المختصين؛ لأن بني إسرائيل مجتمع ذاب منذ القرن الخامس قبل الميلاد.