أصبحت التقنيات الخضراء مجالًا للمنافسة بين الدول التي تبحث عن مجالات جديدة للنمو الاقتصادي وبناء اقتصادات منخفضة الكربون، لقد كانت صناعة السيارات الكهربائية في الصين على رأس أولويات بكين في السنوات الأخيرة، لكنها تواجه الكثير من التحديات فيما يتعلق بانتشارها من قبل الجهات الفاعلة المختلفة المضمنة في شبكة الابتكار. يشهد قطاع السيارات الكهربائية انتعاشا عالميا وعلى رأسها شركة تسلا والتى تشهد نموا كبيرا في سوق تداول الأسهم وتسير الشركات في الصين على نهج تسلا حيث تشهد انتعاشًا بعد فترة طويلة من انخفاض حجم المبيعات وبالرغم من ذلك لا تزال التقلبات قائمة، حيث واجهت البلاد تحديًا كبيرًا خلال هذا العام المتمثل في إعادة فتح الاقتصاد الصيني بعد شهور الإغلاق الناجم عن جائحة فيروس كورونا. انتعاش بعد ركود استمر لعام تقريبًا منذ منتصف العام الجاري 2020 خرج سوق السيارات الكهربائية في الصين من حالة الركود التي استمرت قرابة العام، الناتجة من التراجع المستمر في مبيعات السيارات الناجم عن خفض الدعم الحكومي وتفاقمه بسبب تأثيرات فيروس كورونا، لتعود ثقة المستهلك مرة أخرى حيث أظهرت أحدث أرقام المبيعات أنه بحلول شهر أغسطس ارتفع إجمالي مبيعات المركبات الكهربائية على أساس سنوي للشهر الثاني على التوالي. كان هذا النمو متسقًا بشكل عام عبر جميع قطاعات المركبات الكهربائية، في يوليو حققت شركةBYD ومقرها شينغوانفي الصين والتي تتنافس على المركبات الصغيرة والمتوسطة الحجم أول زيادة في المبيعات على أساس سنوي لعام 2020 منهية تراجعًا دام 10 أشهر. وبالمثل،شركة NEO وهي شركة لصناعة السيارات الكهربائية التي تبلغ من العمر 6 سنوات وتركز على قطاع المنتجات الفاخرة شهدت مبيعاتها في انتعاشًا في أوائل أبريل وبحلول يونيو سجلت مبيعات شهرية جديدة حيث قدمت 3740 سيارة. تجاوزت شركة تسلا هاتين الشركتين، في بداية هذا العام قدمت تسلا أول سيارة صينية الصنع للمستهلكين مع خروج 3 من طراز سيدان من خط إنتاج مصنعها في شنغهاي، بحلول شهر أغسطس باعت الشركة أكثر من 65000 سيارة لهذا العام مما جعلها الشركة الرائدة في تصنيع المركبات الكهربائية في البلاد. هذا الانتعاش هو أحدث تطور في قطاع شهد نموًا مذهلاً على مدار العقد الماضي، في عام 2011 شكلت الصين ما يزيد قليلاً عن 5٪ من مبيعات السيارات الكهربائية العالمية، بحلول بداية هذا العام حتى خلال فترة الانكماش الاقتصادي قفزت هذه الحصة إلى أكثر من 50٪ مما جعل الصين أكبر سوق للسيارات الكهربائية. ولكن في حين أن انتعاش المبيعات يعد بلا شك خبرًا جيدًا لمصنعي السيارات الكهربائية، إلا أنه يسلط الضوء على مقدار التقلب وعدم اليقين في هذا القطاع. سباق السيارات الكهربائية اكتسبت صناعة السيارات الكهربائية نموًا سريعًا ومستوى معين من الشرعية التنظيمية من الدولة المركزية الصينية وبعض الدول المحلية، ولكن بسبب صراع القوى بين أصحاب المصلحة لم تحقق الكثير من الشرعية المعيارية أو الثقافية المعرفية. نمت مبيعات السيارات الكهربائية بسرعة كبيرة، لكنها لا تزال تمثل جزءًا صغيرًا فقط من السيارات المستهدفة،وقد يتغير هذا قريبًالذلك يجب الاهتمام بالمشهد العالمي للسيارات الكهربائية والحواجز التي تحول دون الاعتماد والعلامات التجارية التي يجب مشاهدتها. منذ إطلاق سيارةTesla Roadster في عام 2008 وهي أول سيارة كهربائية (EV)قانونية للطرق السريعة منتجة بكميات كبيرة تعمل ببطارية ليثيوم أيون يسارع صانعو السيارات من جنرال موتورز إلى تويوتا لإطلاق سياراتهم الكهربائية الخاصة. كان للقيود الفنية وتحديات الإنتاج وعدم اليقين لدى المستهلك دور هام في إعاقة تنمية الصناعة، ولكن مع تحسن القدرات الفنية واتجاه تكاليف الإنتاج إلى الانخفاض والطلب على نطاق المجتمع على الحلول المستدامة، ربما تكون لحظة السيارات الكهربائية قد حانت. تعديل قطاع المركبات الكهربائية يوجد في الصين أكثر من 400 شركة سيارات كهربائية مسجلة، وهذا يعكس حجم الاستثمار الكثيف للصين في قطاع السيارات الكهربائية منذ عام 2009 مما ساعد بشكل فعال في بناء صناعة من الصفر، ساعد الدعم السخي للمستهلكين من كل من الحكومة المركزية والمحلية على تحفيز السوق ولكن كما يتضح من انخفاض المبيعات بعد خفض الدعم لن يكون التنافس على تخفيضات الأسعار وحده كافياً للحفاظ على السوق. يقول المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة NIO "ويليام لي" إن صناعة سيارات الطاقة الجديدة عند نقطة تحول، حيث من المعتاد أن تكون مدفوعة بالسياسات والمبيعات المواتية ومدعومة بشكل كبير بالإعانات، ولكن مع انخفاض الدعم تحتاج شركات السيارات الكهربائية الآن إلى كسب مزيد من المستخدمين بالمنتجات والخدمات، وتابع قائلًا إنه بالنظر إلى عدد الشركات العاملة في قطاع السيارات الكهربائية يبدو أن بعض مستويات الدمج أمر لا مفر منه. وحتى لو تم سحب الدعم الحكومي من الصين فإن نمو الاستثمار الأجنبي هو إشارة قوية لنضوج السوق السريع، وذلك يتضح في الصفقة الحديثة بين BYD و Toyota لتطوير المركبات الكهربائية في الصين. قضايا الشحن سيكون الأمر الأكثر إلحاحًا هو كيف ينضج القطاع ويصبح أقل تركيزًا على التصنيع ويبذل المزيد من الجهد في تجربة العملاء، ستكون إحدى ساحات النضال الرئيسية بهذا الصدد هي القدرة على بناء وصيانة بنية تحتية أوسع لشحن المركبات الكهربائية. ومن جهة أخرى، يعتبر الافتقار إلى البنية التحتية للشحن في الصين عقبة أمام النمو، مما يؤدي إلى قلق كبير من جانب المستهلكين، كما إن تحديد وبناء محطات شحن للمركبات الكهربائية ستكون نقطة محورية للتنمية المستقبلية، على مدى السنوات الخمس المقبلة من المتوقع أن يحقق السوق قفزات هائلة في التقدم التكنولوجي والنضج الشامل. على الرغم من تحديات البنية التحتية لا يزال لدى قطاع السيارات الكهربائية في الصين مجال كبير للنمو، حيث تشكل السيارات الكهربائية حوالي 5٪ من إجمالي سوق السيارات في الصين،بالمقارنة في النرويج فإن معدل الانتشار يقترب من 75% فهي السوق الرائد للسيارات الكهربائية.