التغير الاجتماعي من الصفات التي لازمت الإنسانية منذ القدم حتى وقتنا الحاضر، وفي ظل هذه التحولات الاجتماعية والثقافية وظهور ثورة الانترنت الرقمية (وسائل التواصل الاجتماعي) والتطور التكنولوجي بدأت علامات التغير في المجتمعات تظهر بشكل متسارع مما أحدث فجوة بين الأجيال السابقة والحالية واختلاف العادات والثقافات والعلاقات الاجتماعية بين أفراد المجتمع. وتعد عملية التغير الإجتماعي ظاهرة اجتماعية ويقصد بها التحولات التي تطرأ في عملية بناء أي مجتمع والانتقال به من حالة معينة إلى حالة أخرى قد تكون هذه التغيرات في الاتجاه السلبي أو الايجابي ومن الممكن تؤثر بعض التغييرات الاجتماعية والثقافية في القيم والعادات والتقاليد وسلوكيات أفراد المجتمع. فالتغير الاجتماعي حقيقة متأصلة في طبيعة المجتمعات، إذ يتناول الجيل اللاحق الجوانب الثقافية والتراثية من الجيل السابق ويضيف اليها تارةً ويعدلها تارةً أُخرى. بحيث ينتهي تعاقب الأجيال إلى تغير المجتمع الإنساني في الكثير من الخصائص تماشياً مع الواقع الاجتماعي، وظاهرة التغير تشمل كل مرافق الحياة فنحن نعيش في عالم مفتوح متغير غير ثابت من جميع النواحي. ويعد التغير الاجتماعي من خلال مفهومة العام الانتقال إلى مرحلة التقدم والتطور والنمو والانتقال من المجتمع التقليدي إلى المجتمع الحديث. عملية التغير الاجتماعي تحمل في طياتها مظاهر ايجابية وسلبية، ومن أبرز المظاهر الإيجابية في التغير الاجتماعي. 1- التقدم العلمي في أوسع ومجلاته. 2- تغير نظام الأسرة ووظائفها وأشكالها ودور المرأة فيها. 3- الهجرة من القرى والأرياف إلى المدن. 4- النمو الحضاري والتغير العمراني المصاحب للزيادة السكانية. ومن أبرز مظاهر التغير الاجتماعية السلبية: 1- التركيز على الجانب المادي وإهمال الجانب المعنوي. 2- خلق انحرافات سلوكية واجتماعية داخل نطاق المجتمع. 3- زيادة الضغوط النفسية نتيجة التقدم التكنولوجي. 4- أدى إلى حدوث تغير في بناء الأسرة والزواج وتنظيمها. يختلف التغير الاجتماعي باختلاف المجتمعات مكانياً وزمانياً طبقاً لاختلاف الثقافة السائدة في المجتمع و لاختلاف النظام السياسي والاجتماعي والثقافي، وحتى في المجتمع الواحد تكون هناك مستويات في عملية التغير وذلك لكون المجتمع يضم فئات المختلفة. الانتشار الهائل لقنوات التواصل الاجتماعي لها دور كبير في التغير الاجتماعي حيث أوجدت العديد من الأنماط والسلوكيات والعلاقات الاجتماعية فأصبح هناك اختلاف بين العلاقه التفاعليه وفجوة بين افراد المجتمع وعمليه التواصل في ما بينهم. ويعود ذلك السبب إلى تنوع وسائل التواصل الاجتماعي فلكل وسيلة لها جمهورها المفضل ولها خصائصها وهو الاستخدام الذي يربط بين الجنسية والفئة العمرية والمستوى التعليمي والمهنة والخلفية الثقافية والخبرات الحياتية. فجيل الوالدين في الغالب يختلف عن جيل الأبناء في الاهتمامات ومستوى التأثير الذي يتعرض له على عكس جيل الأبناء بالذات الذي قد يتعرض لدرجة كبيرة من التأثير مما يعني وجود تفاوت في الجيلين بإستخدام نمط المعلومات التي يتلقاها، والخلاصه أن التغيير الاجتماعي هو محصلة على تغيير الاتجاهات والأفكار والآراء لعدد كبير من أفراد المجتمع.