قالت منظمة الصحة العالمية، السبت «16 مايو 2020م»، إن على الدول الأوروبية، أن تستعد لموجة ثانية قاتلة من الإصابات بفيروس كورونا، لأن الوباء لم ينته بعد. ويأتي التحذير الصادم بعد رفع العديد من الدول الأوروبية القيود وتخفيف اجراءات الحظر التي فرضت سابقا من أجل مواجهة الفيروس المستجد. ووجه المدير الإقليمي للمنظمة في أوروبا هانز كلوغ في مقابلة مع صحيفة «تلغراف» البريطانية، تحذيرا صارخا إلى البلدان التي بدأت في تخفيف قيود الإغلاق، قائلا إن الوقت الآن هو وقت التحضير، وليس الاحتفال. وأشار إلى أن بدء انخفاض عدد حالات الإصابة ب«كوفيد-19» في دول مثل المملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا، لا يعني أن الوباء يقترب من نهايته. وحذّر من أن بؤرة التفشي الأوروبي تقع الآن في الشرق، مع ارتفاع عدد الحالات في روسيا وأوكرانيا وبيلاروسيا وكازاخستان. وشدد على ضرورة أن تبدأ الدول في تعزيز أنظمة الصحة العامة، وبناء القدرات في المستشفيات والرعاية الأولية ووحدات العناية المركزة. وأضاف أن دولا مثل سنغافورة واليابان فهمت في وقت مبكر أن هذا ليس وقتا للاحتفال، إنه وقت التحضير، وهذا ما تفعله الدول الاسكندنافية”. وحذر من أن الموجة الثانية قد تكون مزدوجة ويمكن أن تتزامن مع تفشي أمراض معدية أخرى، كالإنفلونزا الموسمية أو الحصبة. وذكرت الصحيفة، أن العديد من الخبراء يحذرون من أن الموجة الثانية من الوباء يمكن أن تكون أكثر فتكا من الموجة الأولى، كما حصل مع وباء الإنفلونزا الإسبانية بين عامي 1918-1920. تحدثت عن ظهور الإنفلونزا الإسبانية في مارس 1918، حيثُ كانت هناك مؤشرات أنها مرض موسمي اعتيادي، ولكنها عادت بعد ذلك بشكل أكثر ضراوة وفتكا في الخريف، مما أدى في النهاية إلى وفاة ما يقدر بنحو 50 مليون شخص. ويأتي هذا على الرغم من تسجيل العديد من البلدان في أوروبا تراجعا نسبياً في عدد الوفيات والإصابات لا سيما في إيطاليا وإسبانيا وفرنسا. وأكدت المنظمة العالمية، أمس الأول «الخميس»، أن الفيروس قد لا يختفي أبداً. وقال مايك ريان، المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ بالمنظمة في إفادة صحافية عبر الإنترنت “من المهم أن نطرح هذا الكلام: هذا الفيروس قد يصبح مجرد فيروس آخر متوطن في مجتمعاتنا، قد لا يختفي هذا الفيروس أبداً”. وأضاف “أرى أنه من الضروري أن نكون واقعيين ولا أتصور أن بوسع أي شخص التنبؤ بموعد اختفاء هذا المرض. أرى أنه لا وعود بهذا الشأن وليس هناك تواريخ. هذا المرض قد يستقر ليصبح مشكلة طويلة الأمد، وقد لا يكون كذلك”.