دعا الفريق ضاحي خلفان، القائد العام لشرطة دبي، إلى طرد رئيس جهاز (الموساد) الإسرائيلي، مائير داغان، لأنه فاشل ويعمل بأسلوب يعود للستينيات، في اتهامه لجهازه بارتكاب عملية اغتيال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) محمود المبحوح في دبي الشهر الماضي. وكشف خلفان، في حديث خاص ل (CNN) بالعربية نشرته الإثنين 1 /3/ 2010 عن أن بعض أفراد المجموعة المتورطة في الاغتيال، والتي بلغ عدد أفرادها المعلن عنهم 26 شخصا ممن يحملون جوازات سفر أوروبية، وفلسطينيين، دخلوا بهوياتهم وأسمائهم الحقيقية، مضيفاً أن بلاده ما كانت لتسمح بدخول المبحوح إلى أراضيها لو أن إسرائيل كانت قد سلكت الطرق القانونية وطلبت توقيفه عن طريق الإنتربول الدولي. وقال خلفان إن الفحوص الأخيرة أثبتت أن المبحوح قد خُدر بمادة معينة وشلّت حركته قبل قتله، مشيراً إلى أن ذلك ينفي فرضية صعقه بالكهرباء التي طرحت في السابق. واعتبر خلفان أن أدلة ال (DNA) التي عثر عليها في مكان الجريمة، "مهمة جداً" لتحديد هوية الضالعين في الاغتيال. ولدى سؤاله عن دور (الموساد) الإسرائيلي في العملية، قال خلفان: "كنت قد قلت في السابق إنهم خلف الجريمة بنسبة 99 %، واليوم أقول إنهم مسؤولون عنها بنسبة 100 %، ولا يساورني اليوم أي شك حول (الموساد) ودوره". ووجه القائد العام لشرطة دبي، رسالة ل (الموساد) الإسرائيلي، قال فيها: "قائدكم مائير داغان لا يصلح للمهمة الموكلة إليه، وعليه أن يغادر منصبه بسرعة .. يبدو أن (الموساد) ما زال يعمل بعقلية العقد السادس من القرن الماضي، وقد تجاوزه الزمن كثيراً بالتقنيات الموجودة اليوم على مستوى التصوير وال (DNA) والإنترنت وتحاليل المختبرات". وبالنسبة للفلسطينيين الموقوفين على هامش القضية، قال خلفان، إن الشرطة تشتبه في تورط واحد منهما فقط، في حين أن الثاني لم يكن جزءا من العملية. ورفض خلفان كشف أو تقديم أي معلومات حول مسار التحقيق مع الفلسطيني المعني، ولكنه أشار إلى أن الفلسطيني الآخر "مطلوب لفصيل معين، وصادر عليه حكم بالإعدام، ونحن سنقوم بترحيله إلى إحدى الجهات". وعن أسباب اختيار دبي لتنفيذ عملية الاغتيال، رجح خلفان أن يكون ذلك بسبب سياسة الإمارة التي تتيح دخول حملة الجوازات الأوروبية دون تأشيرة". وتابع خلفان قائلاً: "لقد اختاروا دبي لأن المبحوح كان يمر عبرها ترانزيت إلى السودان والصين، وكانت هذه فرصة لاصطياده، وقد استغلوا احترامنا للوثائق الأوروبية واستخدموها كثغرة". ورفض خلفان اعتماد الأسلوب عينه للاقتصاص من (الموساد)، قائلاً : "إذا قام (الموساد) بتلطيخ الوثائق الأوروبية وتلويثها، فنحن لن نستخدم هذه الأساليب القذرة كما فعل داغان". وأكد أن دبي لديها كل التقنيات اللازمة، إن اضطرت مستقبلاً، لاتخاذ إجراءات أمنية تتعلق بالتدقيق في هوية أشخاص ممن يحملون أكثر من جنسية. وحض خلفان الدول التي استخدم المنفذون جوازات سفرها إلى محاسبة مَن يقف خلف العملية، قائلاً: "اليوم نقلت وسائل الإعلام عن السلطات الأسترالية قولها إنها لم تقتنع بالرد الذي أدلى به السفير الإسرائيلي لديها حول استخدام جوازات السفر الأسترالية بالعملية، وهذا يعني أن (الموساد) تطاول على سيادة هذه الدول وأساء إليها، ولم يتجاوز سيادة الإمارات فحسب". وأضاف: "لقد أظهر (الموساد) وداغان وجماعته عدم تقديرهم لأستراليا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا التي هي دول صديقة لهم". وحدد خلفان القنوات القانونية الدولية المتمثلة في الإنتربول كوسيلة وحيدة لمطاردة قتلة المبحوح، قائلاً إن الأمن الإماراتي "لن يلجأ إلى شريعة الغاب مثل (الموساد)، لأننا لسنا مثله، قوة خارجة عن القانون الدولي، ونقوم بإرسال جماعات للاغتيال والانتقام". ولدى سؤاله عن معرفة دبي لهوية المبحوح الحقيقية لدى دخوله أراضيها، قال خلفان إن القيادي في (حماس) دخل مستخدماً اسمه الحقيقي، لكن دون لقب "المبحوح"، وهو بكل الأحوال لم يكن معروفاً بالنسبة لشرطة الإمارة، بسبب عدم وجود تعميم دولي بحقه. ونفى قائد شرطة دبي أن تكون الجريمة قد أثّرت على الاستثمارات في دبي، مشدداً على أن المتضررين هم "إسرائيل والموساد وداغان، بعد أن ظهر للمواطن الإسرائيلي أن هناك مَن يتفاخر بقتل المبحوح بمجموعة كبيرة من القتلة". ورأى خلفان أنه ما من داع للتفاخر بهذه العملية، خاصة أن "الكفة الآن ترجح لمصلحة المبحوح، الذي قام بمفرده بخطف وقتل اثنين من جنود الجيش الإسرائيلي، بينما أرسلت تل أبيب 26 شخصاً لقتله". ورفض خلفان المواقف الصادرة عن حركة حماس وتعليقات قادتها على المعلومات التي يكشفها، قائلاً إنه "لا يهتم بكلام حماس، أو يطلعهم على التحقيق".
ونوّه إلى أن التعامل الإماراتي يتم مع السفارة الفلسطينية الموجودة في البلاد، باعتبارها الجهة الرسمية المعترف بها.