الإعلام يشبه الجيوش إلى حد كبير، فهو يتكون من قوة للدفاع وأخرى للهجوم إذا لزم الأمر.. وفي الجيش الإعلامي (إن صح التعبير) مجموعات نظامية وأخرى احتياطية تستدعى عند الحاجة.. وبلادنا وهي تتعرض لحملات مغرضة من أعدائها بعد أن حققت نجاحات باهرة في جميع المجالات، تحتاج إلى إعلام قوي يدافع عنها بلغة الحقائق والحجة الدامغة.. وقد أظهر الدكتور ماجد القصبي وزير الإعلام المكلف رغبة في تعاون الجميع لإعادة صياغة منظومة الإعلام وبالذات ما يتعلق بالإعلام الخارجي.. وهنا أقول إن هذا الوقت هو التوقيت المناسب لاستدعاء احتياطي الإعلام من المتقاعدين ومن أساتذة الجامعات المتخصصين في الإعلام والعلاقات العامة وعلم النفس لوضع استراتيجية متكاملة لبرامج إعلامية تتولى جهة لديها المرونة الإدارية والمالية تنفيذها ولتكن تلك الجهة (هيئة عامة للإعلام الخارجي) على غرار الهيئات الأخرى القائمة حاليا التي أثبتت نجاحها، وعلى هذه الهيئة المقترحة أن تعتمد على المخزون الهائل للنجاحات السعودية في جميع المجالات ومنها الرئاسة المميزة لمجموعة العشرين، والتعامل مع أزمة كورونا بإجراءات حازمة شهد العالم بأنها تجمع بين القوة والإنسانية، إلى جانب الجهود السعودية لاستقرار سوق النفط العالمية، وعليها أن تؤسس وسائل إعلامية حديثة مستفيدة من هذه العناصر لخدمة أهدافها ومنها محطات تلفزيونية بلغات أخرى لتخاطب الغرب والشرق، ووسائل رقمية حديثة تزود الصحف ومحطات الإذاعة والتلفزيون ووكالات الأنباء العالمية بوجهة النظر السعودية في القضايا العالمية بوضوح وبلغة قوية وسليمة وفي الوقت المناسب دون تأخير.. وفي سبيل حشد جميع الأطراف المؤثرة فإن كتاب الرأي يمكن أن يكون لهم دور فعال في إثراء المحتوى عبر ترجمة بعض مقالاتهم القوية ونشرها في منصات التواصل العالمية.. والمشاركة في البرامج الحوارية وعرض وجهة نظر المملكة حسب الاختصاص مع بعض الصقل لمهارات الظهور الإعلامي والنقاشات الحية.. أو التفاعل والتصحيح لما ينشر في وسائل التواصل الاجتماعي باللغات المختلفة، ليكون صوتنا مسموعا في عواصم التأثير الإعلامي.. ولتكون دبلوماسية الشعوب حاضرة وعرض وجهة نظرنا بأصوات أبنائنا إلى جانب المؤسسات الرسمية أو الإعلامية. وأخيرا: حتى بعض نجوم التواصل الاجتماعي يمكن أن تكون لهم مساهمة فعالة في دعم الإعلام القوي، على أن يتم ذلك بإشراف دقيق وتوجيه سليم لتكون مساهماتهم قوة ناعمة توفر عناصر النجاح للمشروع الإعلامي القوي الذي نتطلع إليه في هذه المرحلة التي تستطيع فيها بلادنا تقديم نفسها للعالم بصورة واضحة تنطلق من “رؤية 2030” بأهدافها المحددة التي بدأت تتحقق يوما بعد آخر. وخلاصة القول: إننا في وقت نحتاج فيه إلى حشد الطاقات الإعلامية، ولذا فإن خطوة قناة “الإخبارية” بدعوة المتقاعدين الذين كانت لهم بصمة في إعلامنا لتقديم نشرات الأخبار تستحق الإشادة، والتحية لمدير عام القناة وإدارتها بصورة عامة. نقلا عن (الاقتصادية)