حذّرت منظمة الصحة العالمية، الثلاثاء «31 مارس 2020م»، من تحول الاهتمام بفيروس كورونا، إلى أوروبا وأميركا الشمالية، في الوقت الذي لم تنتهِ فيه جائحة الفيروس بعد في آسيا. وقال مسؤول في «المنظمة»، إن وباء كورونا أبعد ما يكون عن الانتهاء في منطقة آسيا والمحيط الهادي، وإن الإجراءات الحالية لكبح انتشاره تمنح فقط بعض الوقت للدول للاستعداد لانتقال واسع النطاق للعدوى. ودفعت حصيلة الوفيات المتزايدة في الولاياتالمتحدة، «الثلاثاء»، بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد إلى التكهن بتجاوز عدد ضحاياه في الصين، والتي بلغت 3300 حالة وفاة، حيث قال حاكم ولاية نيويورك، أندرو كومو، إن ثمة حاجة إلى مليون عامل إضافي في مجال الرعاية الصحية. وتجاوزت أعداد الوفيات في إيطاليا وإسبانيا الصين، حيث تمثلان الآن أكثر من نصف حالات الوفاة التي بلغت حوالي 38000 ضحية في جميع أنحاء العالم، وفقاً لإحصاءات جامعة جون هوبكنز. كورونا عائد الخريف «ما نمر به الآن لن يكون مجرد درس إنما خبرات سنستفيد منها للآتي».. بتلك العبارة مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في الولاياتالمتحدة طمأن أنتوني فاوتشي، الحاضرين في المؤتمر الصحافي اليومي، الذي عقد في البيت الأبيض مساء «الاثنين»، بعد أن أعلن أن فيروس كورونا سيقبل في دورة ثانية في الخريف. وتوقع فاوتشي عودة الفيروس التاجي في موجة أخرى في وقت لاحق من هذا العام، لكنه أضاف أن الولاياتالمتحدة ستكون مستعدة بشكل أفضل للتعامل مع أي تفش آخر إذا حدث، في الخريف. وأوضح أن درجة انتقال العدوى وتفشيها، وتزايدها في مناطق نصف الكرة الجنوبي مع انتقال تلك البلدان إلى فصل الشتاء تشي بأن موجة ثانية آتية. إلا أنه أكد أن تفشي المرض في الخريف سيكون “مختلفا تمامًا” على ضوء قدرة البلاد المتزايدة على اختبار وتحديد وعزل المصابين، وبالتالي فإن الاستعدادات والعلاجات، وحتى اللقاح التجريبي سيوفر فرصا أفضل بكثير لمجابهة الوباء. وقال: “ما نمر به الآن سيكون أكثر من مجرد دروس مستفادة، سيكون لدينا لاحقا أدوات ووسائل متاحة لم نكن نملكها من قبل”. وحذّر الخبير الأميركي، «الأحد»، من إمكانية أن يحصد الفيروس المستجد أرواح ما بين 100 إلى 200 ألف شخص في الولاياتالمتحدة. وقال كبير خبراء الأمراض المعدية في المعهد الوطني للصحة لشبكة “سي إن إن”، إن التوقعات بأن يلقى نحو مليون أميركي أو أكثر حتفهم بالوباء «خارج النقاش تقريبا، رغم أنها غير مستحيلة، لكنها تبقى مستبعدة جدا جدا». وأضاف العضو البارز في فريق عمل إدارة الرئيس دونالد ترمب، لمكافحة الفيروس: “لا أريد أن ينقل الناس الأرقام عني فهذا أمر سريع التغير، بحيث من السهل تضليل الناس وأن تكون على خطأ”. وألمح فاوتشي، الأسبوع الماضي، إلى أن الطقس البارد مناسب أكثر من الطقس الحار والرطب لكوفيد 19، بحسب ما نقلت وكالة «فرانس برس». ويمكن تفسير ذلك بفعل أن القطرات التي يخرجها المرضى من خلال السعال أو العطس تبقى لفترة أطول في الهواء الطلق في البرد، كما أن الدفاعات المناعية تضعف في الشتاء. إلى ذلك، هناك تفسير آخر محتمل، وهو أن الفيروسات تتحلل بشكل أسرع على الأسطح الحارة، إذ تجف الطبقة الدهنية الواقية التي تغلفها أسرع.