التنمّر كلمة مشتقة من النمر ، وهو الحيوان المفترس المعروف الذي يعيش في الأدغال.. ولكن لماذا ربطت الكلمة به.. يُقال للرجل سيء الخلق قد نمر أو تنمّر ( لسان العرب) ، وهي مرتبطة بذلك الحيوان ، ومن يلبس جلد النمر يُقال عنه متنمر .. معظم معاجم اللغة لها ذات الوصف في معنى التنمّر. و أعجبني هذا التنمّر في ويكيبيديا (التنمر هو سلوك عدواني متكرر يهدف للإضرار بشخص آخر عمداً، جسديا أو نفسيا. يتميز التنمر بتصرف فردي بطرق معينة من أجل اكتساب السلطة على حساب شخص آخر).. وأخطر مكان ينتشر فيه التنمّر هي المدارس وهي بيئة خصبة للمتنمرين ما لم يزجروا بالردع والنهي والعقاب.. وعادة ما يعاني المتنمر عليه كثيرا ، وقد يصاب بأمراض نفسية أو نكسات سلوكية خطيرة.. وهو موجود لدى الجنسين.. قديماً لم تكن مفردة التنمّر موجودة فكانت هناك لهجات دارجة ( ييتطنز أو يطقق إذا كان لفظياً. أو يتطور الموضوع للإيذاء الجسدي وعادة ما يكون المتنمّر أكبر عمرّا وأضخم جسدًا) .. وهناك تنمّر سياسي نشهده حالياً ومن أمثلته المشهودة تنمّر إيران و تركيا بالنظام القطري الذي يعتنق الشوفينية (هي الإعتقاد المغالي والتعصب لشيء والعنجهية في التعامل مع خلافه، وتعبر عن غياب رزانة العقل والاستحكام في التحزب لمجموعة ينتمي إليها الشخص والتفاني في التحيز لها وخاصّة عندما يقترن الاعتقاد أو التحزب بالحط من شأن جماعات نظيرة والتحامل عليها، وتفيد معنى التعصب الأعمى.) عندما يفرض بلد ما إرادته على بلد آخر. ويتم هذا عادة مع القوة أو التهديد العسكري. ومع التهديدات، غالباً ما يكون الفساد السياسي، أوالانقلاب نهاية المطاف. الطقطقة في الرياضة تندرج تحت مسمى التنمّر.. لأن المتنمّر عليه يتضايق وهنا تحققت أركان التنمّر.. لا أحد يرغب في هذا السلوك العدواني المبني على مبدأ القوي ينتهك حقوق الضعيف أو الكبير يسيطر على الصغير.. وهناك تنمّر تربوي.. حدث في إحدى المدارس التي جمع فيها وكيل المدرسة طلاب فصل ما ليعاقب أحدهم بلفظ جارح ومهين تجاه والديه وتهديده مما جعل الطالب ينهار ضعفاً بالبكاء أمام أقرانه وكسر في نفسه معنى الإباء والرجولة.. حيث استغل ذلك الوكيل سلطته.. وتم التبليغ بشأنه ولم يتم شيء.. ولايزال في وظيفته ومركزه ، وهذا من أخطر أنواع التنمّر في مدارسنا. ختاماً .. التنمّر ظاهرة يجب محاربتها بكل ما نملك من أدوات ليكون مجتمعنا سليماً خالياً معافى من أي سلوكيات سلبية قد تنشأ للمتنمّر عليهم ويتسببون بأضرار لهم ولغيرهم.. والله المستعان.