روى شاب سوري يدعى مُضر العباس رحلة 12 عاما قضاها في السعودية وكيف عاش فيها فترة مراهقته إلى أن صار شابا ، مدافعا عن المملكة إزاء الإساءات وواصفا شعبها بأنه “أمة لازال الخير فيها حتى قيام الساعة”. وقال مضر ، في تغريدات اطلعت عليها “عناوين” عبر حسابه في “تويتر” الأربعاء (6 نوفمبر 2019) :”اثنتا عشر عاما ، عشتها في السعودية ، ولأنني كنت هناك ، لم أستطع أن أكتب رأيي بها بحرية و استقلالية ،فلو امتدحتها و أنا مقيم فيها ، لقال عني كارهوها : متزلف ، ومنافق .. ولو ذممتها لقال عني مواطنوها و محبوها : جاحد و ناكر للجميل ، والآن ، و بعد عام من مغادرتي أكتب :في الرياض ، عشت مراهقتي و شبابي ، هناك تزوجت ، هناك رزقني الله بابنتيّ و قرة عيني ، وهناك نضجت و صرت رجلا “. وأضاف :”هناك ..سألني أحدهم – في وقتٍ لم يكن فيه من مواقع التواصل سوى YouTube – بشيءٍ يشبهُ اللمز عن مقاطع مصورة للرقص في دمشق ، اجتهدت حينها في دفاعي عن مسقط رأسي ،فحدثته عن دمشق ، عن قاسيون ، و المسجد الأموي و عن بردى ، حدثته عن محطة الحجاز و سوق الحميدية ، عن رحابة صدور أهل دمشق ، وحبهم للضيف ، و طيب نفوسهم .حدثته عن شعراء دمشق و فنانيها ، وأصحاب المهن اليدوية في التكية السليمانية ،عن هوائها و أشجارها ،كنت أحدثه عن كل جميل هناك ،و عن تاريخ دمشق ، ليعلم أن المراقص ليست دمشق ،وأن الراقصات لسن نساء دمشق ، وليعلم أنهنّ لا يمثلن إلا فسقهن”. وفي دفاعه عن السعودية إزاء الإساءات قال مضر :”بعد عقد من الزمن ..غادرت الرياض إلى أجل غير مسمى ، في زمن فيه الكثير من مواقع التواصل ، سألني أحدهم في بلاد غريبة بشيءٍ يشبهُ اللمز ، عن رهف و عن دانا ، و سلوى ،و عن مقاطع رقصٍ انتشرت لفتيات سعوديات ،سألني عن رجالٍ ونساء بطروا بالنعم ، ووثّقوا بطرهم و فسقهم ،عن فتيات هربن من بيوت ذويهن طمعاً بالحرية ،حرية العري ، الإدمان ، و الانحدار ..فحدثته عن الرياض ، عن جوامع تنضح بالمصلّين فتمتلئ الشوارع ، عن خيامٍ توزّع الطعام للصائمين ..عن نساءٍ لم يبطرن بالنعم ،بل خلعن ذات يوم أساور و مجوهرات ثمينة ، وأودعنها في صناديق التبرعات لغرباء أعيتهم الحروب ، وعن رجالٍ يقضون ديون غرباءٍ لا يعرفونهم طمعاً بالأجر ..وعن رجالٍ يرون العيب عيبا فيجتنبونه ،و عن رجال يبحثون في الخفاء عن طريق يلتمسون فيه أجرا ،،حدثته و ملح الحزن يخنق الصوت في حنحرتي ، عن ذكرياتي هناك ،حدثته عن كل جميل في تلك البلاد التي لا يمثلها ذميم أو شاذ ..وليعلم أن نساء تلك البلاد لسن رهف و لا دانا ..و ليدرك عيبنا في تعميم السوء ، وليعلم هناك أمة لازال الخير فيها حتى قيام الساعة” . وحظيت تغريدات “مضر” بإعجاب واسع بين السعوديين على مواقع التواصل الاجتماعي ، والذين تناقلوها مشيرين إلى أنها خير تعبير عن واقع المملكة وخير دفاع عنها في مواجهة الأكاذيب . وعبر عديد من المتابعين السعوديين عن شكرهم للشاب السوري ، موضحين أن ما كتبه لا يعبر إلا عن طيب أصله وجميل أخلاقه ووفائه للمملكة التي تربى فيها حتى صار شابا فعشق ترابها ولم ينكر جميلها عليه.