دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الخميس (19 سبتمبر 2019م)، منافسه الرئيسي بيني غانتس إلى أن يشكلا معا حكومة وحدة، وذلك في موقف يبدو بصبغة (استسلامية) بعد فشله في حصد الأغلبية. وقال نتانياهو، في رسالة مصورة، إنه يفضل تشكيل ائتلاف يميني لكن نتائج الانتخابات أظهرت أن ذلك غير ممكن، مؤكدا أنه بذلك لن يكون على الناس الاختيار بين الكتلتين. وتأتي دعوة نتانياهو، بعد أن أظهرت نتائج الانتخابات العامة، التي أجريت (الثلاثاء 17 سبتمبر)، تقاربا حادا بين حزب الليكود ومنافسه “أزرق أبيض” يحول دون إمكانية أن يشكل أحدهما ائتلافا حكوميا. وتشكل الدعوة تطورا كبيرا، ويبدو أن نتانياهو أجبر عليها بعد الانتخابات التي قد لا تسمح نتائجها في منصب رئيس الوزراء الذي يشغله منذ 13 عاما. وقال نتانياهو: “دعوت خلال الانتخابات إلى تشكيل حكومة يمينية (..) لكن لسوء الحظ، أظهرت نتائج الانتخابات أن ذلك غير ممكن.. دعوت غانتس اليوم إلى تشكيل “حكومة وحدة واسعة”. ولم يرد بعد تعقيب من غانتس أو من المتحدثة باسمه. واستسلم نتانياهو، للواقع، بعد فشله في حصد الأغلبية مما يجعل رغبته في تشكيل حكومة يمينية “مستحيلة”، حيث سيكون الآن مضطرا إلى تشكيل حكومة ائتلافية موسعة مع غانتس، الذي ينتمي لتيار الوسط. ويقاتل رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته من أجل الحفاظ على مستقبله السياسي، ذلك أنه يعتبر الفوز طريق النجاة من الملاحقة القانونية بشأن تهم الفساد الموجهة إليه. وكان وزير الدفاع الإسرائيلي السابق ورئيس حزب (إسرائيل بيتنا) أفيغدور ليبرمان دعا لتشكيل حكومة وحدة وطنية ليبرالية موسعة تضم الليكود و”أزرق أبيض”. وقال ليبرمان في بث تلفزيوني، إن موقفنا كان قبل الانتخابات، وهو نفسه بعد الانتخابات: تشكيل حكومة وحدة وطنية واسعة أفضل من الحكومات الضيقة وصوت الإسرائيليون، (الثلاثاء)، في الانتخابات التشريعية العامة التي تجري للمرة الثانية في غضون 5 أشهر، بعدما مني نتانياهو بخسارة هي الأكبر في مسيرته السياسية، عندما فشل في تشكيل ائتلاف على الرغم من فوز حزبه بالانتخابات التي جرت في وقت سابق من السنة الجارية. ويتوقع مراقبون أن تطول مرة أخرى المشاورات السياسية لتشكيل حكومة إسرائيلية جديدة، بسبب التوجهات المختلفة للحزبين المتصدرين للنتائج.