نجح رئيس هيئة الأركان الاسرائيلية السابق بيني غانتس في إطاحة ولاية رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، لكنه لا يزال يواجه مهمة صعبة لتولي منصب رئيس الوزراء. وأعلن نتانياهو مساء الإثنين عدم قدرته على تشكيل حكومة جديدة بعد انتخابات أيلول/سبتمبر المتعثرة، الأمر الذي يفسح المجال أمام غانتس لمحاولة القيام بذلك. ولكن على الرغم من فوز تحالف غانتس الوسطي أزرق أبيض ب 33 مقعدا في البرلمان مقابل 32 مقعدا لحزب الليكود، لم ينجح حتى الآن في الحصول على دعم أغلبية 120 نائبا لتشكيل ائتلاف حكومي مستقر. لم يكن غانتس المظلي ورئيس هيئة الأركان السابق البالغ من العمر 60 عاماً يتمتع بأي خبرة سياسية عندما أعلن نفسه منافساً لنتانياهو في كانون الأول/ديسمبر 2018. ورغم حصول كل من تحالف غانتس وحزب الليكود بزعامة نتانياهو على 35 مقعدًا في انتخابات نيسان /أبريل، منح نتانياهو فرصة لتشكيل حكومة ائتلافية بفضل دعم الأحزاب اليمينية والدينية الصغيرة، وعندما فشل اختار إجراء انتخابات في 17 أيلول/سبتمبر. وكتب المحلل يوسي فرتر الثلاثاء في صحيفة هآرتس اليومية "تمكن غانتس من تحقيق ما فشل السياسيون الاكثر خبرة منه في تحقيقه على مر السنين". لكنه أشار إلى أن فرص غانتس في النجاح أمام نتانياهو كانت ضئيلة. وأضاف فرتر "نتائج الانتخابات مألوفة للجميع، لا يمكن أن تظهر جنية وتحرك الأمور بطريقة سحرية للوصول إلى الأغلبية". وقدم رئيس التحالف الوسطي نفسه كشخص يمكنه معالجة الانقسامات في المجتمع الإسرائيلي والتي يتهم نتانياهو بمفاقمتها. ولد بيني غانتس في التاسع من حزيران/يونيو 1959 في قرية "كفار أحيم" جنوب إسرائيل والتي شارك والداه المهاجران الناجيان من المحرقة في تأسيسها. التحق غانتس بالجيش في عام 1977 وأكمل دورة الاختيار الصعبة للمظليين. وبعد ارتقائه بالرتب، تولى قيادة وحدة "شالداغ" للعمليات الخاصة بالقوات الجوية. وفي عام 1994 عاد إلى الجيش لقيادة لواء ثم فرقة في الضفة الغربيةالمحتلة. ووفقا لسيرته العسكرية الرسمية، كان غانتس ملحقا عسكريا لإسرائيل في الولاياتالمتحدة الأميركية بين عامي 2005 و2009. وشغل خصم نتانياهو منصب رئيس أركان الجيش بين 2011 و2015، وتباهى في مقطع فيديو بعدد المقاتلين الفلسطينيين الذين قتلوا والأهداف التي دمرت تحت قيادته في حرب عام 2014 "الدموية" التي خاضها ضد حماس في غزة. غانتس متزوج وأب لأربعة أولاد، وهو حاصل على شهادة بكالوريوس في التاريخ من جامعة تل أبيب، ودرجة الماجستير في العلوم السياسية من جامعة حيفا وماجستير في إدارة الموارد الوطنية من جامعة الدفاع الوطني في الولاياتالمتحدة. يعد من الصقور في مجال الأمن وتعهد إبقاء منطقة غور الأردن الاستراتيجية بالضفة الغربية تحت السيطرة الأمنية الإسرائيلية، وابقاء مدينة القدس بكاملها، بما فيها الشطر الشرقي المحتل، عاصمة لإسرائيل، وكلاهما مرفوض فلسطينيا. وتعهد ايضا تحسين الخدمات العامة وعدم التساهل مطلقاً مع الفساد في حين يواجه نتانياهو اتهامات محتملة بالفساد. بالنسبة الى الفلسطينيين تحدث البيان الانتخابي لتحالف "ازرق ابيض" عن الرغبة في الانفصال عن الفلسطينيين لكنه لم يذكر حل الدولتين تحديدا.