هدد رئيس ما يسمى «المجلس السياسي الأعلى» للحوثيين مهدي المشاط، بقصف مواقع النفط في دول ما يسميها الحوثيون «العدوان»، في إشارة إلى تحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية، معتبراً مواقع النفط والسفن المحملة بالنفط في البحر الأحمر وبحر العرب أهدافاً مشروعة لقواتهم الصاروخية وطائراتهم المسيرة. ونقلت وكالة الأنباء اليمنية «سبأ»، الخاضعة لسيطرة الحوثيين في صنعاء، ما قالت إنه ملخص للقاء أجرته قناة «المسيرة» الحوثية، مع القيادي الحوثي، المشاط، سيتم بثه قريبا. غير أن الوكالة ذاتها وبعد مرور وقت قصير على نشر تقرير بملخص المقابلة، عادت وحذفته من موقعها، ونشرت خبراً آخر يشير إلى أن الموقع تعرض للاختراق من قبل قراصنة، ونشر أخباراً لأساس لها من الصحة. حسب ما جاء في الخبر المقتضب، من سطر واحد. وبحسب تقرير الوكالة، حول أبرز ما جاء في اللقاء الموعود، هدد المشاط بأن صواريخهم وطائراتهم المسيرة أصبحت اليوم قادرة على الوصول إلى أي نقطة في دول الخليج. والأسبوع الماضي، تعرضت سفن تحمل شحنات نفط للقصف، في المحيط المائي لبحر عمان، بالقرب من بحر العرب في المحيط الهندي. وقال المشاط، وفقاً للوكالة الحوثية، إن استهداف مضخات النفط في السعودية قرار يمني خالص، بحسب زعمه، كما هدد أيضا كل دولة لا تنسحب من تحالف ما يسميه العدوان، بأنه “ستطالها صواريخنا بما في ذلك السودان ومصر”. وتأتي هذه العمليات المتسارعة بالتزامن مع تصاعد التوتر بين الولاياتالمتحدة وإيران، المتهمة بدعم ميليشيا الحوثي في اليمن. ما جعل بعض المراقبين يفسرون التصعيد الأخير للحوثي ضد المملكة، على أنه يأتي بإيعاز من داعميهم الإيرانيين. ولم يتردد القيادي الحوثي في الاعتراف بذلك، لأول مرة تقريبا بهذا الشكل الصريح، حين قال إن “إيران دولة إسلامية شقيقة، ساندتنا في التصدي للعدوان، ومن حقها علينا مساندتها في التصدي لأميركا وإسرائيل وأذيالهما العرب اليوم”. لكنه عاد وأكد على أنه لا مانع لديهم من نسج علاقات مع الولاياتالمتحدة “إذا تراجعت عن دعم العدوان ودعم إسرائيل”. ولم تذكر الوكالة التابعة للحوثيين، أية تفاصيل حول كيفية استعادة موقعها الذي زعمت أنه تعرض للاختراق بهذه السرعة، كما أنها لم تكن قد نشرت في أي موقع آخر، تابع لها، خبرا عن اختراق موقع الوكالة، على الأقل في الوقت الذي كان يفترض فيه أنه ما زال مخترقا. وبدلا عن ذلك، قامت بحذف ملخص مقابلة المشاط، بكل سهولة بعد دقائق من نشره، ما يؤكد أنها لم تفقد إدارة لوحة التحكم لتنشر خبر الاختراق مباشرة في الموقع، وبشكل مقتضب دون أية تفاصيل، الأمر الذي يشكك برواية الاختراق، بالأصل، حسب خبراء في التقنية الإلكترونية.