صدرت الطبعة الأولى من كتاب (جَمهرة مقالات وبُحوث مُؤرّخ القدس العلّامة المؤرخ الأديب الآثاري عبدالله مُخلِص) المتوَفى سنة 1367ه، الذي يعد من أهم علماء وأدباء فلسطين وباحثيها، وهو أول من عرف بمخطوطات فلسطين ونشر نفائسها، وأول من عرف بتراث المغاربة وأوقافهم في القدس، وأول من عرف ببعض المخطوطات والتواليف العربية والإسلامية. ويمثل الكتاب شاهدًا على العصر لما كان يدور بالوسط الثقافي والعلمي بالقرن العشرين والمرحلة الانتقالية في حياة الثقافة العربية الإسلامية، ويتضمن عرضًا مفصَّلًا لآثار العلامة عبدالله مخلص في التعريف بالكُتب، وأبحاثه ومقالاته، ووصف المخطوطات وخزائنها، والترجمة والتعريب، والتحقيقات الآثارية، والتراجم والسير. وقد جمع المادة العلمية للكتاب واعتنى بها الباحث محمد خالد كلاب، من تصدير العلامة الكبير ناصر الدين الأسد، حيث استخدم الباحث أسلوب التقصي والاستدراك والتوثيق، مع الاستعانة بالآثار المكتوبة بخط اليد والمقالات النادرة، وتتبع واستقراء المادة العلمية وجمعها وتهذيبها وترتيبها وتبويبها والربط التاريخي بينها. وتميزت المادة العلمية للكتاب بالدقة وغزارة الاخبار التاريخية والديباجة اللغوية الرصينة، والتحقيق العلمي والوصف الدقيق لإيقاع العصر وسجاله النقدي، إضافة إلى اشتمال الكتاب على معلومات علمية قيمة تتعلق بدور الكتب المخطوطة ووقائع تاريخية في نهاية الدولة العثمانية. وتتكون الطبعة الأولى ل (جَمهرة مقالات وبُحوث مُؤرّخ القدس العلّامة المؤرخ الأديب الآثاري عبدالله مُخلِص) من ثلاثة مجلدات من القطع المتوسط، حيث يتضمن المجلد الأول “المدخل إلى تراث مؤرخ القدس” وهو بمثابة مدخل ضاف يتناول سيرة شاملة لحياة الأستاذ عبدالله مخلص وتعريف واف بآثاره، وموقعه العلمي بين أدباء فلسطين وباحثيها لا سيما في التحقيق العلمي لكثير من المباحث الأدبية والتاريخية والجغرافية، وفيه فصلان؛ ترجمته بقلمه، والفصل الثاني تكملة ترجمته من خلال مقالاته وبحوثه وكتب التراجم، ويشتمل على محطات من حياته، ثناء العلماء عليه، الرسائل المتبادلة بينه وبين أعلام عصره، لقاءاته مع أعلام عصره، مؤلفاته وتحقيقاته وتعريباته، مقالاته وبحوثه، مكتبته ومآلها، جهوده في خدمة المخطوطات، جهوده في خدمة أوقاف فلسطين، ومرضه ووفاته وجنازته ونعي العلماء ورثاؤهم له. ويقتصر المجلد الثاني على تحقيق مقالات وبحوث مؤرخ القدس، ويشمل سبعة فصول؛ خزائن المخطوطات والمكتبات العربية، التعريف بالكتب والمخطوطات ووصفها ونقدها، في الأدب والنقد، أسئلة وأجوبة العلماء عليها، مقدماته للكتب والتحقيق والتعريب، ومقالاته في الترجمة والتعريب. أما المجلد الثالث فيضم؛ الآثار العربية والإسلامية والبلدان والتاريخ، الأعلام والعلماء، ومقالاته السياسية، إضافة إلى ثمانية فهارس وهي: فهرس الآيات القرآنية، الأحاديث النبوية، الأعلام، الكتب، المخطوطات، وفهرس المكتبات والمساجد والهيئات ونحوها، الأماكن والبقاع والبلدان، والمحتويات. ويأتي هذا الكتاب ضمن سلسلة تحقيق التراث التي يصدرها مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، حيث يدأب المركز منذ نشأته المباركة على نشر مجموعة متميزة من أعلاق التراث ونفائسه النادرة، كما يستقطب المركز إلى جانب ذلك: كوكبة من أفاضل المحققين وألمعهم من المتمرِّسين بدقائق صنعة التحقيق ليقوموا بهذه المهمة على أكمل وجه؛ بهدف وضع هذه الكتب التراثية القيمة بين يدي الأجيال اللاحقة رغبة في التجديد وإحياء الكنوز التراثية.