نقلت وكالة الأنباء السودانية، يوم الأحد الماضي (17 فبراير 2019م)، عن الرئيس عمر البشير قوله بأن “حكم السودان لم يكن يومًا غاية لديه، وإنما وسيلة لبناء مجتمع الدين والأخلاق والعلم والمعرفة”. البشير الذي أعلن عام 2013م عن عدم رغبته في الترشح لمنصب الرئاسة في انتخابات عام 2015م؛ لكنه ترشح ولم يفِ بوعده. فهل البقاء في الحكم لثلاثين عاما والرغبة بمزيد من الفترات الرئاسية الأخرى، لا يعد غاية؟ فهل عندما يُطلب منه التنحي عن الحكم ويبقى متمسكا به، يعد الأمر غاية أم مجرد وسيلة يمكن لأي شخص آخر استخدامها وتجربتها. وهل اجتماع البرلمان السوداني لمناقشة إمكانية تعديل الدستور فقط من أجل ترشيح البشير في الانتخابات المقبلة عام 2020م، لا يعد غاية أيضًا؟ كتب سمير عطالله اليوم الأربعاء (20 فبراير) في صحيفة الشرق الأوسط: “في النموذج الكوبي، لا تزال القضية عالقة منذ 50 عاماً. وفي السوري منذ ثماني سنوات. وفي غضون ذلك هاجر من البلاد نحو ثلاثة ملايين مواطن. الفقراء دائماً يدفعون الثمن فيما يصرّ القادة والزعماء على أنهم يعملون من أجلهم”. فهل ما زال البشير مصرًا على أنه يعمل من أجل الشعب السوداني!، ومن أجل السودان الذي تمزق إلى دولتين، وعايش جرائم حرب ضد الإنسانية في دارفور، وزادت فيه معدلات الاعتقالات السياسية والتعذيب وقمع الاحتجاجات الطلابية والعمالية، والذي يشهد ارتفاع في مستوى الفقر وانخفاض في مستوى دخل الفرد، وزيادة معدلات الهجرة، وسوء الأحوال الاقتصادية. لكن ما هو مؤكد أن البشير ما زال مصرًا على الغاية، ومعتقدًا بأن ما يمر به السودان من أزمات ومصاعب ومن ابتلاءات سيخرج منها أكثر قوة، فهل يتطلب الأمر 30 سنة أخرى من الرخاء والازدهار والاستقرار، أم مزيد من الفوضى والفقر والأمراض وتراجع الثروات الوطنية، وهجرة العقول إلى الخارج.