نجح فريق طبي بمستشفى قوى الأمن في الرياض من المحافظة على حياة طفلة خديج وُلدت في الأسبوع ال 23 من الحمل وبوزن يبلغ فقط 490 جراما (أقل بكثير من الوزن الطبيعي للأطفال حديثي الولادة)، في حالة طبية نادرة لتدخل كحالة رابعة من نوعها ترصدها السجلات الطبية العالمية. وأوضحت الدكتورة عبير مقداد استشارية حديثي الولادة بمستشفى قوى الأمن بالرياض والمشرفة على حالة الطفلة، أن سيدة سعودية تبلغ من العمر 32 عاماً راجعت قسم الطوارئ بعد شعورها بأعراض الولادة وعلى الفور تم تشكيل فريق طبي قام بإجراء الفحوص اللازمة معتبراً الحالة "إجهاض" وأخذت التدابير اللازمة على هذا الأساس انطلاقاً من المؤشرات الطبية التي توافرت، خصوصاً أنه لم يمض على حمل السيدة سوى 23 أسبوعاً فقط. وأضافت "بعد الفحص تبين أن الجنين على قيد الحياة وفي حالة حرجة تستدعي التعامل معها بكل حرص ودقة، فتمت الولادة، وعلى الفور أجريت للطفلة عملية الإنعاش القلبي والرئوي، بعد فحوص عاجلة تبين أنها بحاجة ماسة إلى عناية طبية فائقة ومكثفة، لذا أدخلت إلى قسم العناية المركزة الخاص بالأطفال لأنها من الأطفال الخدج الذين هم عرضة لكثير من المشكلات الصحية بسبب عدم اكتمال نمو وظائف أعضائهم المختلفة، حيث تمت ولادتها ناقصة النمو.
وأكدت الدكتورة مقداد أن هذه الحالات تكون عادة عرضة لمشكلات صحية في المخ، أو العين أو الأطراف، لذا وضعت الطفلة على أجهزة التنفس الصناعي، والتغذية المركزية الوريدية في الحضانة، موضحة أن وزن الطفلة أقل من الوزن الطبيعي بكثير والذي يجب أن يكون في حدود (2,50 كيلو جرام)، كما أن فترة الحمل لم تدم سوى (23) أسبوعا،ً ولم يسبق أن تجاوز طفل تلك الظروف المعقدة دون حدوث مضاعفات سوى لدى ثلاث حالات موثقة عالمياً ما يعد أمراً نادر الحدوث. وتابعت "بفضل الله ثم بجهود زملائي من الفريق الطبي بالمستشفى تجاوزت تلك الطفلة مرحلة الخطر بعد أن مكثت خمسة أشهر في قسم العناية المركزة الخاص بالأطفال، بل غادرت المستشفى متمتعة بصحة جيدة ووزن مثالي". من جانبه أعرب والد الطفلة حسن أحمد الشهري عن شكره وتقديره لإدارة المستشفى، وللكادر الطبي والتمريضي بقسم العناية المركزة للأطفال حديثي الولادة، وللدكتورة عبير مقداد، على ما بذلوه من جهود متميزة، وإشراف دقيق على حالة الطفلة، كما توجّه بخالص الشكر للمسئولين بوزارة الداخلية وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود النائب الثاني وزير الداخلية، وصاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبد العزيز نائب وزير الداخلية، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز مساعد وزير الداخلية للشئون الأمنية – حفظهم الله – على ما تلقاه هذه المنشأة الصحية من دعم سخي متواصل إلى أن اصبحت صرحا رياديا يحقق مستوى متميزا على صعيد العمل الطبي والأبحاث العلمية، داعياً الله أن يجعل ذلك في موازين حسناتهم.