تتجه أنظار عشاق كرة القدم محلياً وعالمياً، إلى ملعب (كامب نو) معقل برشلونة الذي يستضيف غريمه التقليدي ريال مدريد، في (كلاسيكو الأرض)، ضمن حسابات الجولة العاشرة من الليجا. وتنطلق صافرة القمة الكروية الإسبانية عند الساعة (06:15) مساء اليوم الأحد (28 أكتوبر 2018م)، بتوقيت مكةالمكرمة. وتأتي المباراة بلونية مختلفة عن المعتاد، حيث يغيب أفضل اللاعبين وهُما ليونيل ميسي قائد (البلوجرانا)، بسبب الإصابة، ونجم (الملكي) السابق كريستيانورونالدو، الذي غادر إلى معقل السيدة العجوز (يوفنتوس)، وبالتالي فقد تحوّل سواريز وبنزيما، ليكونا النجمين الرئيسيين في الكلاسيكو الأول بدون ميسي و رونالدو منذ عام 2007، حيثُ سجل الأوروغوياني 6 أهداف في مرمى مدريد، بينما سجل بنزيما 9 أهداف في مرمى البارسا. كلاسيكو بأزمة واحدة جهز إرنستو فالفيردي وجولين لوبيتيجي، مدربا برشلونة وريال مدريد، قوتهما الضاربة لخوض الكلاسيكو، اليوم الأحد، في إطار الجولة العاشرة من عمر الدوري الإسباني. ويعاني عملاقا الليجا، من أزمة واحدة، تتمثل في غياب عنصر مؤثر للغاية، في صفوف كل فريق. وفي المعسكر الكتالوني، سيضطر فالفيردي، إلى عدم الاعتماد على النجم الأول للفريق، ليونيل ميسي، لإصابته بكسر في المرفق، وسيغيب عن الملاعب لمدة 3 أسابيع على الأقل. وأما لوبيتيجي الذي يستعد للظهور الأول في الكلاسيكو كمدرب، فإنه سيفقد خدمات داني كارفاخال قائد الهجمات من الجهة اليمنى. وتبدو خيارات إرنستو فالفيردي، لتعويض ليونيل ميسي، أكثر تنوعا من البدائل المتوافرة لدى المدير الفني لريال مدريد، لسد الفراغ الذي سيتركه داني كارفاخال. وقد يلجأ المدير الفني لبرشلونة، إلى الاعتماد على الفرنسي الشاب عثمان ديمبلي، ليكمل الثلاثي الهجومي مع لويس سواريز وفيليب كوتينيو، وإن كان هذا الخيار غير مطروح، مقارنة بالاعتماد على رافينيا، وعمل كثافة عددية في وسط الملعب. وتشمل الحلول الهجومية بحقيبة فالفيردي أيضًا، إمكانية الدفع بمنير الحدادي أو مالكوم، مع تدعيم من بدائل الوسط أرتورو فيدال ودينيس سواريز. على الجهة الأخرى، فإن هناك عناصر ضمنت تواجدها في حسابات لوبيتيجي، ففي حراسة المرمى سيتواجد تيبو كورتوا، أمامه سيرجيو راموس، رافائيل فاران، مارسيلو، وفي الوسط توني كروس، كاسيميرو، لوكا مودريتش وإيسكو خلف الثنائي الهجومي جاريث بيل وكريم بنزيما. ويفاضل مدرب الفريق الملكي، بين الثنائي ألفارو أودريوزولا أو ناتشو فيرنانديز، فالوافد من ريال سوسييداد أودريوزولا، يتميز بالسرعة وعنصر الشباب والحيوية والتميز في أداء المهام الهجومية والكرات العرضية الخطيرة. وأما ناتشو يتميز بأنه أكثر خبرة في مباريات الكلاسيكو، كما يتفوق في معدل المشاركة بالمباريات برصيد 8 مباريات هذا الموسم، إضافة إلى أنه أكثر صلابة على المستوى الدفاعي من ألفارو أودريوزولا. سيناريو الأوراق البديلة يدخل الصراع بين القطبين الإسبانيين برشلونة وريال مدريد، مرحلة تاريخية جديدة، حيثُ يطمح برشلونة صاحب ال 18 نقطة في المركز الثاني (خلف أتلتيكو مدريد بفارق نقطة) في استعادة الصدارة، فيما يأمل ريال مدريد صاحب المركز الثامن برصيد 14 نقطة في ضرب عصفورين بحجر واحد بتجاوز الإخفاقات، واختصار الفارق مع الغريم التقليدي لنقطة واحدة. وفرضت الظروف على كلاسيكو الغياب والرحيل، أن يكون استثنائيا، برحيل قطبه الأبيض كريستيانو رونالدو، وغياب القطب (الأحمر المزرق) ليونيل ميسي بسبب الإصابة اللعينة، ليكون الأول منذ 11 عاما الذي يقام في غياب النجمين معا. ظروف متشابهة وأوراق بديلة لن يكون الغياب والرحيل، وحده من يتحكم في مجريات أحداث المواجهة التي ستقام تحت سمع العالم وبصره، بل إن هناك العديد من العوامل الأخرى التي تجعل منها مهمة صعبة لكلا الفريقين، نظرا للظروف الاستثنائية التي تحكم على المدربين فالفيردي ولوبيتيجي استخدام مجموعة من الأوراق البديلة. هذا بجانب توظيف الأوراق المتاحة في مراكز جديدة، لتعويض حالات الغياب القسري التي فرضتها الإصابات أو ضعف الجاهزية، وبشكل قد يؤدي للمجازفة ببعض المراكز. أصحاب الأرض (برشلونة)، استعادوا التوازن بعد جملة من السقطات التي تسببت في خسارة 9 نقاط في 4 مباريات بالتعادل مع جيرونا والخسارة من ليجانيس ثم التعادل مع بيلباو وفالنسيا. لكن الفوز الأخير على إشبيلية برباعية وإسقاطه من القمة والجلوس في مكانه بالصدارة مع نهاية الأسبوع التاسع، بث مسحة من الاطمئنان على الجمهور والثقة للاعبين بالقدرة على العودة لسكة الانتصارات من جديد. على الجانب الآخر، يبدو ريال مدريد في حالة أكثر صعوبة وتعقيدا، بخسارة 3 من المباريات الأربع الأخيرة في الليجا أمام إشبيلية وديبورتيفو ألافيس وليفانتي، والتعادل مع جاره أتلتيكو مدريد، ليخسر 11 نقطة في 4 مباريات. وهذا الأمر جعل مدربه جولين لوبيتيجي، في مهب الريح مع تصاعد التكهنات بأن يكون الكلاسيكو هو الفرصة الأخيرة أمامه للمحافظة على كرسي القيادة الفنية للفريق. خطط مكشوفة وتشكيلة مبهمة يتشابه أسلوب لعب الفريقين على الورق، حيث ينطلقان من خطة 4 – 3 – 3 والتي تميل بشكل كبير إلى الهجوم والانتشار على جميع أرجاء الملعب، مع تعديلاتها حسب ظروف المباراة. ورغم وضوح الطريقة، إلا أن التشكيلة تبقى مبهمة على العكس من الكلاسيكوهات الأخيرة، التي كان التوقع فيها سهلا للغاية، مع ثبات الأوراق الأساسية بشكل كبير. حيرة بديل ميسي إرنستو فالفيردي، مدرب البارسا، استعد جيدا من خلال المباريات الأخيرة وخاصة أمام إشبيلية في الليجا وإنتر ميلان في دوري الأبطال، واختبر بدائله، حيث ثبّت الفرنسي كليمونت لينجليت إلى جانب بيكيه أمام الحارس تير شتيجن. ويبدو أنه سيواصل الاعتماد على جوردي ألبا مع سيرجي روبيرتو على الطرفين، بعد نجاحهما في تقديم الدعم المطلوب للمهاجمين، فيما يتقدم بوسكيتس في منطقة الوسط، لينضم إلى الثنائي راكيتيتش في الميمنة، والمبدع آرثر ميلو في الميسرة، خاصة وأنه كشف وجها مميزا في السيطرة على الكرة والتحرك بها والتنسيق بشكل أكثر من رائع مع كوتينيو وسواريز في المنطقة الهجومية. يبقى بديل ليونيل ميسي لغزا محيرا، حيث فاجأ فالفيردي الجميع بإخراج رافينيا الكانتارا من المغارة المظلمة نحو نور التألق أمام إنتر ميلان، وذلك للاستفادة من خبرته باللعب أمام فريقه القديم، لكن هذه المرة يبدو أن منافسة ثلاثية ستضم رافينيا إلى جانب عثمان ديمبلي والبرازيلي مالكوم على شغل الميمنة. تعقيدات دفاعية للضيوف مهمة الضيوف بقيادة لوبيتيجي قد تكون أكثر صعوبة وتعقيدا، مع هجوم الإصابات على لاعبيه في الفترة الأخيرة، والتي أبعدت الظهير الأيمن داني كارفاخال، والمدافع الشاب خيسوس فاييخو، ومع شعور مارسيلو ببعض الآم وعدم جاهزية فاران بشكل كامل، ستمثل المنطقة الدفاعية صداعا في رأس لوبيتيجي، لتكون الأوراق البديلة مرشحة لتمثيل الملكي أمام مهاجمين يمتازون بالسرعة والمهارة العالية. الحارس كورتوا الذي يخوض أول كلاسيكو، سيلعب أمامه القائد راموسل وفاران الذي سيكون أساسيا نظرا لحاجة لوبيتيجي لناتشو كبديل سواء مكان مارسيلو في حال عدم جاهزيته، أو بديلا لكارفاخال في الميمنة. في الوسط سيكون التشكيل أكثر صلابة بحضور الثلاثي توني كروس وكاسيميرو ومودريتش، وفي الجانب الهجومي لن تخرج الخيارات عن إيسكو العائد بعد غياب الجراحة، والمهاجمين كريم بنزيما أفضل من سجل في الكلاسيكو بغياب رونالدو وميسي، وبجانبه جاريث بيل الذي يبحث عن البداية التي تثبت موهبته وخطورته، مع احتفاظ أسينسيو بفرص المشاركة لاستثمار التسديد من بعيد. وكما سبق، ظروف الفريقين لا تخلو من الصعوبة، ومسألة توقع الفائز ستحكمها قدرة كلا المدربين على استثمار الأوراق المتاحة والبديلة، لمواصلة مشوار المنافسة للنهاية.