في حوار مع الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو المهندس أمين الناصر عن الصفقة "المحتملة" لاستحواذ أرامكو على أسهم من سابك، حين نقرأ هذه الصفقة فإنها تعني مكاسب كبيرة متوقعة، رغم تعقيدات الصفقة وتفاصيلها بحكم حجم الشركتين، فأرامكو تعتبر أكبر شركة بترول في العالم، وأكبر منتج في العالم، وثاني أكبر دولة احتياطيات كما يعلن، وسابك تعتبر رابع أكبر شركة بتروكيماويات في العالم والأولى في تحقيق الربحية ويأتي بعدها أكسون وشركة داو، إذا حالة مثالية للوضع المالي والاحتياطي والتسويقي وبراءات الاختراع والانتشار العالمي، فسابك توجد في 50 دولة وخمسة مراكز ابتكارات في أميركا وأوروبا والشرق الأوسط وجنوب شرق وشمال شرق أسيا، تغطية للعالم لكبرى الشركتين. ما تتميز به سابك اليوم صدارة العالم بالربحية الرابعة في المبيعات وتنمو سنوياً وتتوسع، ومجمعات صناعية بمختلف مناطق المملكة والعالم، قربها من مصافي التكرير لأرامكو التي توفر لها الوقود واللقيم، سواء المشتقة من الغاز أو المنتجات المكررة، وأهم الفوائد المتوقعة لسابك الارتباط بين قوة سابك في الكيميائيات وأرامكو في أعمال التنقيب والإنتاج وأعمال التكرير والمعالجة والتسويق، وستستفيد سابك من تواجد أرامكو في السوق الدولية والنفاذ من خلالها، وتناغم الأعمال بين سابك وأرامكو بوجود مالك استرايتيجي عوضاً عن مستثمر يبحث عن عائد مالي. أما الفائدة التي ستجنيها أرامكو، فهي أولاً قوة أرامكو في النفط والغاز والمراكز العالمية التي تحتلها فيما يتعلق بالاحتياطيات والإنتاج والريادة في تكاليف الإنتاج، وأرامكو بدأت في مجال البتروكيماويات من خلال شركتي بترو رابغ وصدارة "وصدارة تعتبر أكبر مشروع في العالم للبتروكيماويات" والصفقة ستسهم في تناغم الشركتين في أعمالهما وتكاملهما، وستعزز من استراتيجية أرامكو في تحويل النفط الخام إلى بتروكيماويات والارتقاء بهذا القطاع وأخذ الريادة به مستقبلاً، وستسهم في توسع أرامكو في قطاعات التكرير والبتروكيماويات إلى تخفيف أثر تقلبات أسعار النفط على موارد الشركة من خلال توفر عملاء دائمين في كل الظروف، وهذا سيحفظ توازن الإيرادات بتميز، وأن تدخل أرامكو في مجال صناعة جديد وهو البلاستيك والمنتجات المتقدمة. هذه الصفقة "المحتملة" يهدف من خلالها صندوق الاستثمارات العامة إلى إيجاد قيمة مضافة للاقتصاد الوطني، وبالاستثمار في كيانات ناشئة، تنمو لتصبح مؤسسات وطنية عملاقة، كما هي كانت بداية سابك كانت شركة صغيرة جداً، والآن شركة عالمية بمكانتها المالية والإنتاجية المتطورة ونمو سنوي مميز، وهذا سيعزز من محفظة صندوق الاستثمارات العامة "في حال تمت الصفقة" بما يزيد من حجم الاستثمار ورفع قيمة المحفظة وعوائد مستقبلية منتظرة، ولن يكون هناك أثر على ملاك السهم في سابك فهي لا تشملها، في تختص بالأسهم التي يمتلكها صندوق الاستثمارات العامة، وسيرفع من مستويات الحوكمة، ويظهر أن الشركتين تعملان بنظام تجاري ومالي مستقل. ويجب التنويه إلى أن حجم سوق البتروكيماويات في العالم هو أربعة تريليونات دولار سنوياً، ويحقق نمو سنوي يبلغ 3 % حسب "منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية" وهذا حتى 2050 بمعنى لازال هناك ثلاثة عقود من الزمن ويزيد، ويتوقع نمو المبيعات في الدولة النامية إلى أكثر من الضعف مقارنة بالدول المتقدمة، وهذا يعني فرصاً واعدةً وكبيرةً أمام شركتي أرامكو وسابك في حال تمت الصفقة وتحقيق التكامل والقيم المضافة للصفقة إن تمت. مما نشهد من أرقام وتفصيلات ستكون صفقة تضيف للاقتصاد الوطني الكثير من القيمة للناتج المحلي، وسترفع من مستويات توفر فرص العمل للشباب، وتكامل بين شركتين عملاقتين تملكان من الملاءة والقوة المالية والاحتياطية والكفاءات الوطنية الشيء الكثير، والمستقبل أمامها واعد في مجال النفط والبتروكيماويات والتكرير والبلاستك والمنتجات الجديدة، تناغم كبير بين الشركتين بمجالات عديدة، صفقة عالمية ومؤثرة، وستكون لاعباً رئيسياً في الأسواق الدولية كل بمجاله، وأثرها سيكون في النهاية تعظيم العائد للاقتصاد الوطني وخير هذا الوطن. راشد بن محمد الفوزان (الرياض) الوسوم أرامكو سابك