اتسعت دائرة انتفاضة (لا للغلاء) في ثاني يومها لتشمل مساحات واسعة من إيران، حيث ردد المتظاهرون في إصفهان شعار (الموت لخامنئي). وخرج المواطنون في مدينة رشت بشعارات (الموت للدكتاتور)، و(الموت لخامنئي)، و(اليوم يوم عزاء وحقوق شعبنا تحت العباية اليوم)، و(استحوا يا ملالي واتركوا الدولة)، و(نموت ونستعيد ايران). وأثناء مواجهتهم حملة قوى الأمن عليهم، كانوا يهتفون (يا شرطي اذهب وألق القبض على اللص). وتظاهر المواطنون بمدينة خرم آباد، احتجاجا على القمع والفقر الشامل في أرجاء البلد وهم كانوا يهتفون (ماذا حصلت بأموالنا؟ ضاعت في سوريا!!!)، (أي شيء حرّ في إيران؟ السرقة والاضطهاد)، (أيها المواطن الغيور، المطلوب دعمك)، و(إيراني يموت ولا يقبل الذل). ورفع المتظاهرون في مدينة قم شعار: (استح يا سيد علي واترك الحكم)، و(الموت لخامنئي)، (أرحل ، أرحل أيها الملا الانجليزي)، (الملا غير الكفء عار على الشعب). وهتف المواطنون في مدينة قزوين (اخرج أيها المواطن وطالب بحقك)، وأما المواطنون في مدينة بجنورد فرفعوا احتجاجهم على نهب نظام ولاية الفقيه بشعار (تسلقوا بالإسلام وعملوا لإذلالنا)، وأهالي مدينة سبزوار هم الآخرون تظاهروا وانضموا إلى الاحتجاج العارم في أرجاء إيران ضد نظام الملالي القمعي الفاسد. في السياق، ينظم أبناء الجالية الإيرانية وجمعياتها وقفة احتجاجية، اليوم السبت (30 ديسمبر 2017م)، للإعراب عن تضامن الجالية الإيرانية أنصار المقاومة الإيرانية وجميع الأحرار مع مظاهرات أهالي مدينة مشهد وسائر المدن الإيرانية المنتفضة وذلك أمام سفارة نظام الملالي في باريس بساحة ايينا. وأكد رئيس لجنة شؤون الخارجية للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية محمد محدثين، في تصريح صحفي أمس، انتفاضة الشعب الإيراني التي قضت اليوم ثاني يومها، انطلقت يوم أمس من مدينة مشهد شمال شرق إيران واتسع نطاقها في مدن شرقي البلاد وشمال شرق البلاد واليوم اجتاحت كل أرجاء إيران. وخرج المواطنون الغاضبون الطافح كيل صبرهم من نظام الملالي إلى الساحة واحتجوا ضد الفقر والغلاء والفساد والقتل والإعدام وحبس النشطاء السياسيين والمعارضين، أنها كانت انتفاضة عارمة ستبقى مستمرة بعزيمة وإرادة الشعب الإيراني وبالجهود الدؤوبة للمقاومة الإيرانية ومنظمة مجاهدي خلق الإيرانية حتى إسقاط النظام. من جهته، ندد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشدة اعتقال متظاهرين في إيران، محذرا طهران بأن (العالم يراقب)، في وقت تجددت الاحتجاجات في مدينة مشهد على الضائقة الاقتصادية. وتم اعتقال 52 شخصا خلال تظاهرات الخميس في مشهد (شمال شرق)، ثاني مدن إيران، احتجاجا على التضخم والبطالة، غير أن المتظاهرين الذين تتهمهم الحكومة الإيرانية بالارتباط بالمعارضة، نزلوا مجددا إلى الشارع الجمعة رافعين شعارات معادية للرئيس حسن روحاني. وكتب ترمب، على (تويتر) قائلاً: "تقارير كثيرة عن احتجاجات سلمية لمواطنين إيرانيين سئموا فساد النظام وإهداره لثروات الأمة من أجل تمويل الإرهاب في الخارج". وأضاف: "يجدر بالحكومة الإيرانية احترام حقوق شعبها، بما في ذلك الحق في التعبير عن أنفسهم.. العالم يراقب". وانتقد ترمب، بشكل متكرر إيران منددا ب(نظام متعصب) وبالاتفاق النووي الموقع بين الدول الست الكبرى وطهران والذي رفض الإقرار بالتزام طهران به. من جهتها، قالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية هيذر نويرت، في بيان الجمعة، إن القادة الإيرانيين حولوا دولة مزدهرة ذات تاريخ وثقافة غنيَين إلى دولة مارقة تصدّر أساسا العنف وسفك الدماء والفوضى. وأضافت: إن واشنطن تدين بحزم اعتقال متظاهرين سلميين، وتابعت نحض كل الدول على أن تدعم علنا شعب إيران ومطالبه بالحقوق الأساسية وبإنهاء الفساد. وأشارت الولاياتالمتحدة مرة جديدة إلى دور إيران في المنطقة حيث تتهم الجمهورية الإسلامية ب(زعزعة الاستقرار) في المنطقة. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض ساره ساندرز، الجمعة: "هناك معلومات كثيرة عن احتجاجات سلمية لمواطنين إيرانيين سئموا فساد النظام وهدره ثرواته من أجل تمويل الإرهاب بالخارج، وتابعت على الحكومة الإيرانية احترام حقوقهم، بخاصة حقهم بالتعبير.. العالم يراقب". ويأتي ذلك غداة اعتقال 52 شخصا في مدينة مشهد التي تعد مركزا دينيا مهما في إيران، احتجاجا على غلاء الأسعار وتراجع الأوضاع الاقتصادية في عهد الرئيس حسن روحاني. وأظهرت تسجيلات مصورة بثتها شبكة (نظر) الإصلاحية متظاهرين يهتفون (الموت لروحاني) و(الموت للديكتاتور)، وكذلك (لا غزة ولا لبنان، حياتي لإيران)، في انتقاد لتركيز السلطات الإيرانية على القضايا الإقليمية على حساب القضايا الوطنية. وكان الوعد بإنعاش الاقتصاد الضعيف في إيران نتيجة العقوبات الدولية وسوء الإدارة، في قلب الحملتين الانتخابيتين اللتين خاضهما روحاني الذي أعيد انتخابه لولاية ثانية في مايو. من جانبه، أوضح النائب عن مدينة نيشابور القريبة من مشهد حميد غرمابي، أن الأزمة الحالية نابعة كذلك من انهيار مؤسسات إقراض غير قانونية ظهرت وانتشرت في عهد الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد (2005-2013)، فضلا عن فضائح مالية أخرى. وقال غرمابي، إن هناك أزمة كبرى في مشهد تسببت بها هيئات الإقراض غير القانونية. وأدى سوء إدارة القطاع المصرفي المقترن بفورة خارجة عن السيطرة في قطاع البناء، إلى إغراق العديد من المصارف وشركات الإقراض بالديون المشكوك في تحصيلها، ومع اقتران هذه الأوضاع بالتضخم الحاد والفوضى الناجمة عن العقوبات الدولية، باتت مؤسسات كثيرة متخلفة عن سداد ديونها للمستثمرين. وسعت حكومة روحاني إلى تصحيح الأوضاع في القطاع المالي فأغلقت ثلاث من كبرى مؤسسات الإقراض هي (ميزان) و(فرشتكان) و(ثامن الحجج). وكانت مدينة مشهد من الأكثر تضررا جراء إغلاق مؤسسة "ميزان" التي كانت تدير حوالي مليون حساب، بحسب وكالة (إرنا) الرسمية للأنباء. وكانت كرمنشاه من الأكثر تضررا جراء المشكلات التي نجمت عن إغلاق هيئة إقراض أخرى هي (كاسبيان)، بحسب وكالة (تسنيم). الوسوم الشعب انتفاضة خامنئي طهران متابعة-عناوين