يعتقد المفكر الإسلامي د.محمد السيد الجليند، أن تراث ابن تيمية لم يقرأ بشكل علمي ودقيق، معتبرا أن "هناك سوء فهم لبعض فتاوى ونصوص ابن تيمية"، وذلك يعود إما إلى القراءة المغالية لنصوصه والتي تغلب عليها "العاطفة الدينية القوية"، أو القراءة المتحيزة ضده والرافضة له من خصومه. الجليند وفي معرض تبيانه يرى أن "تشدد ابن تيمية وقت غزو التتار ليس حباً في التشدد إنما ولاء في الوطن"، وأن موقفه إنما كان بهدف الدفاع عن أراضي المسلمين ضد الغزو الأجنبي. وهو في ذلك ينطلق من موقف وطني لا "عقائدي". مشددا على أن فتوى ابن تيمية الشهيرة ب"الفتوى الماردينية"، إنما أساء فهمها وشوهها أتباع "السلفية الجهادية"، ما عرضها لكثير من "التحريف"، حيث هي فتوى خاصة بمسألة معينة محددة. مبينا أن "فتاوى المناسبات لا يؤخذ منها حكم عام، والفتوى قد تتغير بتغير الظروف". حملة الفكر "المتشدد" من الشباب والذين كانوا يكفرون علماء المسلمين، حذر منهم ابن تيمية، هذا ما يكشف عنه الباحث الجليند، مضيفا أن ابن تيمية كان يقول إنه على ولي الأمر أن يعلم أن كف أذى هؤلاء عن علماء الأمة من أولويات الحاكم المسلم. وفقا ل "العربية نت". "مذهب ابن تيمية لا يكفر مسلماً إلا إذا أنكر الثوابت الدينية"، يقول الدكتور الجليند، مضيفا أن ابن تيمية "أكد أنه لا يجوز تكفير المخطئ في اجتهاده، بل يُثاب أيضا عليه". حتى الموقف من المخالفين فكريا لابن تيمية، مثل المعتزلة والأشاعرة والصوفية "لم يكفرهم ابن تيمية"، حيث إنه "انتقد المتصوفة ولم ينتقد التصوف"، بل كان "من كبار المتصوفين، والذي اعتنى بأعمال القلوب". الدكتور الجليند، يذهب إلى أبعد من ذلك، عندما يؤكد على أن شخصية صوفية "إشكالية" مثل الحسين بن منصور الحلاج، لم يُكفره ابن تيمية، وإنما اعتبر بعض ما خرج منه من حديث "كفرا"، وحينما سئل عنه بعد وفاته قال "الله أعلم بحاله". الوسوم الرياض- متابعة-عناوين