نشأت تسمية جهاز "هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" استنادا إلى الوصف الإلهي لخيريّة الأمّة، وذلك في قول الله سبحانه وتعالى: "كنتم خير أمّة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر"، وتسمية جهاز بصفة أمميّة يلغي الصفة عن الجمهور وينسبها إلى خاصة من الناس، وهذا يتنافى وفحوى مفهوم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الذي لا يعد مهمة أفراد جهاز بعينه، وإنما مهمّة أفراد أمّة كاملة. ونجد التطبيق الميداني لجهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يستند إلى ما يعرف بمفهوم "الحِسبة" في الإسلام، وهو بدأ أوّل ما بدأ بمراقبة الغش في الأسواق، حتّى انتهى إلى ما انتهى إليه الآن من التقاطع مع أجهزة متعددة أمنية وفكرية وتربوية وتنظيمية في مهامها التنفيذية. "الأمر بالمعروف" و"النهي عن المنكر" مصطلحان بحاجة إلى إعادة قراءة، أمّا ما يمارسه جهاز "هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" بوضعه الحالي, فيحتاج إلى إعادة تعريف وفق المهام التي يقوم بها أفراده. (إبراهيم الأفندي)