انتشرت الحبوب المخدرة بصورة واسعة في شوارع بغداد بعد غزوها على أيدي القوات الأجنبية, حتى بات أغلبية متعاطيها من الأطفال المتسولين الذين لا تتجاوز أعمارهم 10 أعوام. وفي جولة ل (عناوين) تتبعت من خلالها أحد بائعيها، كشف عن جلبها من مكبات النفايات الأمريكية, حيث يتخلص الجنود من أدوية متنوعة بصفة مستمرة من بينها أقراص هلوسة وحبوب مخدرة، فيهرع بعض الصغار والكبار إلى جمعها وبيعها. فيما اتضح عند تنقلنا في منطقة (كراج باب المعظم) ومنطقة (باب الشرقي) وجود عدد كبير من الشبان المتسولين الذين سرعان ما يهرعون إلى شراء الحبوب المخدرة فور تلقيهم صدقات المحسنين, وبعضهم الآخر يقوم بشراء مادة (الثنر) لاستنشاقها، ويبلغ سعر هذه الأقراص نحو أربعة دولارات, أي ما يعادل 15 ريالا سعوديا. وتشير كثير من البحوث إلى أن هذه الحبوب تدفع بمتناوليها إلى ارتكاب جرائم، كونها تمنح متناوليها النشوة الخرافية وتحولهم إلى كائنات عدائية, وهي تستخدم في الأصل كعقاقير طبية وفق وصفات طبية وجرعات محددة للمرضى العقليين والنفسيين. وقال مسؤول في دار لرعاية أطفال الشوارع ل (عناوين): نجمع الأطفال من الشارع بمساعدة رجال الشرطة ويودعون الدار التي تقوم برعايتهم، مبينا أن بعض عوائل الأطفال باتوا يساعدون أبناءهم على تعاطي الحبوب والبحث عنها بعد أن اعتادوا عليها, وهو ما يدفع الكثير منهم إلى السرقة أو التسول. وأضاف:"الأطفال نشؤوا في ظروف غير طبيعية ساعدتهم على الانحراف, والجهات المسؤولة مثل وزارة العمل والشؤون الاجتماعية, تبدو مقصرة في استيعابها للمشكلة، وهو ما دفع منظمات دولية إلى لعب دور الوزارة، ولكن بإمكانات متواضعة وغير قادرة على استيعاب حجم المشكلة الحقيقية.