"لعبة كومبيوتر لتدريب الدماغ يمكنها تحسين حياة الأشخاص الذين يعانون من انفصام الشخصية."، هذا ما توصل إليه باحثون في جامعة كيمبريدج البريطانية. وأظهرت نتائج اختبارات أجريت على عدد صغير من المرضى لعبوا تلك اللعبة على جهاز آيباد، على مدى أربعة أشهر، إن تحسنا قد طرأ على الذاكرة والتعلم لديهم. ويعد الفصام أو انفصام الشخصية (الشيزوفرينيا)، حالة عقلية تسبب أعراضا نفسية تبدأ من تغير سلوك الشخص إلى الهلوسة. ويعاني كثير من المرضى مشكلات في الإدراك، التي تؤثر على ذاكرتهم ومقدرتهم على أداء عملهم بشكل مستقل. وطُورت اللعبة المحفزة للدماغ في جامعة كيمبريدج، بمساعدة من المرضى وفيها مستويات عدة حسب درجة الصعوبة. وتطلب اللعبة من اللاعب أن يدخل غرفة وأن يجد أغراضا ما، ثم يضعها في صناديق ويحاول أن يتذكر أين وضعها. والهدف من هذا هو اختبار ما يسمى بالذاكرة العرضية، وهي الذاكرة التي نحتاجها لنتذكر مكان صف السيارة قبل عدة ساعات، وأين وضعنا مفاتيح المنزل قبل ساعة، على سبيل المثال. وتقول البروفيسور باربارا ساهاكيان، من قسم طب النفس في الجامعة، والتي بحثت في تأثيرات اللعبة على الدماغ، قالت إن المرضى الذين لعبوها، ارتكبوا اخطاء أقل بكثير في اختبارات لذاكرتهم، أجريت لهم بعد الانتهاء من اللعبة. وبينت البروفيسور ساهاكيان، أن معالجة أعراض مشكلات الإدراك لمن يعانون من انفصام الشخصية يعد تقدما، لكن هذا التقدم مازال بطيئا ليفضي إلى انتاج دواء معالج. وحسب الباحثة فإن اللعبة يمكن ان تساعد في كشف المواضع التي فشلت الأدوية في معالجتها. وعلى الرغم من النتائج المبشرة لتلك الدراسة، إلا أن فريق الباحثين يقول إن مزيدا من البحث مازال مطلوبا ليجرى على عدد أكبر من المرضى للتأكد من تلك النتائج.