مدريد د.ب.أ بعد عشر سنوات احتكر فيها برشلونة وريال مدريد لقب الدوري الأسباني لكرة القدم ، كسر أتلتيكو الهيمنة الثنائية وخطف لقب المسابقة ليتوج مشروعه الناجح بأغلى لقب في تاريخه، وقدم أتلتيكو مدريد صورة جديدة للدوري الأسباني بعدما قضى على فكرة الهيمنة الثنائية على اللقب. ومنذ فوز بلنسية باللقب في التاسع من أيار/مايو 2004 تحت قيادة المدرب الأسباني رافاييل بينيتيز ، لم يخرج اللقب من قلعتي برشلونة والريال حتى جاء أتلتيكو ليخطف هذا اللقب وينطلق به بعيدا عن الناديين الكتالوني والملكي ويؤكد أنه "روبن هود" الكرة الأسبانية حالياً. وحسم أتلتيكو اللقب بشكل يبرهن بالفعل على الإمكانيات الفنية والبدنية والذهنية الرائعة للفريق ومن خلال تعادل ثمين 1/1 مع مضيفه برشلونة الذي كان بحاجة للفوز في هذه المباراة بالمرحلة الأخيرة من المسابقة ليحافظ على لقبه المحلي. وأثبت أتلتيكو في المباراة أنه يستطيع اللعب باتزان هائل ويعرف كيف يتحكم في إيقاع المباراة ويحقق النتيجة التي يريدها. وسبق لجابي قائد أتلتيكو أن قال في أواخر 2013 "أتلتيكو يشن ثورة وحملة تمرد على الهيمنة الثنائية لريال مدريدوبرشلونة في الدوري الأسباني". وكانت هذه التصريحات عندما كانت المنافسة لا تزال على أشدها بين الفرق الثلاثة في المسابقة وكانت بعض التوقعات تشير إلى أن أتلتيكو لن يستكمل مسيرة النجاح حتى النهاية. ورغم هذا ، اجتاز الفريق بقيادة مديره الفني الأرجنتيني دييجو سيميوني كل التوقعات التي ظهرت قبل بداية الموسم وفي فترات سابقة من الموسم وأحرز اللقب بجدارة واستحقاق. ولم يقتصر إنجاز أتلتيكو هذا الموسم على الفوز باللقب بالتفوق على برشلونة والريال وإنما قدم الفريق أفضل مواسمه على الاطلاق من حيث روعة الأداء والأرقام القياسية التي حققها للنادي إضافة لبلوغه نهائي دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى منذ 40 عاما. وذكرت صحيفة "ذي وول ستريت جورنال" الأمريكية "أتلتيكو هو روبن هود الكرة الأسبانية". وأوضحت الصحيفة "أتلتيكو نادي لديه مدرب يعيش ويعمل في كل مباراة كما لو كانت مشاجرة داخل حانة" في إشارة لحماس وشجاعة سيميوني في العمل. وأظهر الفريق المدريدي قدرة هائلة على تحسين مستواه والتمسك بفكرة الأداء الجيد رغم أي صعوبات يواجهها. وفي وقت مبكر من الموسم ، كان سيميوني بحاجة للتعامل مع أمرين أولهما هو رحيل المهاجم الكولومبي راداميل فالكاو جارسيا عن صفوف الفريق والثاني هو الحاجة لتجديد وإنعاش طموحات الفريق الذي فاز في السنوات القليلة الماضية بألقاب الدوري الأوروبي وكأس السوبر الأوروبي وكأس ملك أسبانيا وكسر حاجز الخوف من مواجهة ريال مدريد على ملعبه في استاد "سانتياجو برنابيو" بعدما حقق الفوز على الريال في عقر داره. وعلى مدار الموسم ، كان أتلتيكو دائما فريقا يعرف دائما ما يقدمه وما يريد أن يقدمه في الملعب بينما عانى برشلونة من أزمة حقيقية حيث فقد هويته وأسلوب لعبه المعتاد منذ أن تولى الأرجنتيني خيراردو مارتينو تدريب الفريق قبل بداية الموسم وظهر الأمر بوضوح أكبر في النصف الثاني من الموسم. كما احتاج الإيطالي كارلو أنشيلوتي المدير الفني للريال إلى أكثر من ستة شهور ليجد السبيل المناسب إلى إعادة فريقه لدائرة المنافسة بقوة. واجتذب أتلتيكو بعروضه القوية وإنجازه في الموسم الحالي إشادة كثيرين من كل أنحاء أسبانيا وكذلك أوروبا. وقال فران إسكريبيا المدير الفني لفريق إلتشي "أتلتيكو هو الفريق الأفضل في الدوري" ، واتفق معه في هذا كل من خوان إجناسيو مارتينيز المدير الفني لبلد الوليد ومارسيلينو جارسيا تورال المدير الفني لفياريال. وبينما ترددت عبارة "أتلتيكو والسقوط" في النصف الأول من الموسم ، توارت هذه العبارة واختفت تماما في النصف الثاني من الموسم رغم المنافسة الشرسة ومعاناة أتلتيكو في طريقه لمنصة التتويج باللقب حتى الثانية الأخيرة من مباراته أمس في ختام مباريات الدوري هذا الموسم. وعلق سيميوني ، بعد نهاية الدور الأول من الدوري الأسباني هذا الموسم ، على الفارق في الإمكانيات بين فريقه من ناحية والريال وبرشلونة من ناحية أخرى قائلا "هناك فارق بين 400 مليون يورو وفريقنا بإمكانياته ، كافحنا لأبعد مدى". وأحرز أتلتيكو لقب المسابقة رغم أن هجومه سجل أقل من برشلونة أو الريال بنحو أكثر من 20 هدفا. وبرهن أتلتيكو بهذا على إمكانية الفوز بلقب المسابقة من خلال استغلال الفرص والتركيز والولاء والإخلاص في الملعب. والآن يواجه الفريق وسيميوني الاختبار والتحدي الأخير للنادي هذا الموسم عندما يصطدم الفريق بجاره ومنافسه التقليدي العنيد ريال مدريد يوم السبت المقبل في المباراة النهائية لبطولة دوري أبطال أوروبا بالعاصمة البرتغالية لشبونة. ويحلم أتلتيكو بتتويج جديد لأفضل موسم في تاريخه وذلك من خلال الفوز بلقب دوري الأبطال للمرة الأولى في تاريخه.