اعتبرت وزارة الخارجية الروسية ان اقتراح الخارجية الاميركية شحن الاسلحة الكيميائية السورية بحرا الى خارج سوريا سابق لأوانه. بينما بث التلفزيون الرسمي السوري لقطات تظهر قيام مفتشي البعثة الأممية بتفكيك واتلاف تجهيزات في مواقع لانتاج هذه الاسلحة وتخزينها. وكان وزير الخارجية الأمريكية جون كيري صرح الخميس لاذاعة اميركية ان مخزون الاسلحة الكيميائية السورية يمكن نقله "في سفينة الى خارج المنطقة" لتدميره بشكل آمن. لكنه لم يعط توضيحات بشأن عملية بالغة التعقيد تقنيا خصوصا وانها تجري في بلد يشهد نزاعا مسلحا. وردت الوزارة الروسية أمس السبت على موقعها الالكتروني قائلة "ان الخبراء يدرسون خيارات ووسائل تقنية مختلفة لتدمير الاسلحة الكيميائية السورية، بما في ذلك خارج سوريا". واضافت الخارجية الروسية "ان هذا العمل لم ينته بعد، وبرأينا فانه من السابق لاوانه التحدث عن اي وسيلة معينة". لقطات تلفزيونية وفي سياق متصل، بث التلفزيون الرسمي السوري في نشرته الاخبارية ليل الجمعة لقطات تظهر قيام مفتشي البعثة المشتركة لمنظمة حظر الاسلحة الكيميائية والاممالمتحدة بتفكيك واتلاف تجهيزات في مواقع لانتاج هذه الاسلحة وتخزينها. ويظهر التقرير وهو بعنوان "سوريا تواصل تعاونها مع الفريق الاممي الخاص بالسلاح الكيمائي والفريق يزور مناطق عدة"، تفكيك بعض اللوحات الالكترونية وقصها بآلات حادة، وقيام جرافة بتحطيم خزانات فضية اللون متوسطة الحجم وسحقها. كما يظهر في اللقطات التي لم يحدد تاريخها او مكان تصويرها، عدد من المفتشين وهم يجولون في مواقع الاسلحة الكيميائية، وقد وضع بعضهم على رأسه خوذات واقية وارتدوا اقنعة واقية من الغازات السامة وقفازات. وفي التقرير البالغة مدته دقيقتان و21 ثانية، يقوم عدد من المفتشين بوضع اشارات لاصقة على بعض التجهيزات، والتقاط صور للمواقع وتدوين ملاحظات، وتفحص خزانات متفاوتة الحجم. وظهر عدد من المفتشين وهم يتفحصون تجهيزات اسمنتية وحديدية في ما يبدو انه حظيرة واسعة ذات سقف نصف دائري. وقال قارئ التقرير ان الفريق "زار مواقع جديدة في سوريا واطلع على محتوياتها وقام بتفكيك بعضها واشرف على تدمير معدات تستخدم في تركيبها وتصنيعها". وهي المرة الثانية يبث التلفزيون السوري شريطا لعمل البعثة المشتركة بعد تقرير اول في الثامن من اكتوبر، وذلك بعد اسبوع من بدء هذا الفريق مهمته. واعلنت منظمة حظر الاسلحة الكيميائية التي تتخذ من لاهاي مقرا الجمعة، ان البعثة المشتركة تحققت من 14 موقعا للانتاج والتخزين، من اصل 20 موقعا قدمت دمشق لائحة بها. وكان الائتلاف الوطني السوري قد أكد هناك مواقع كيميائية تسيطر عليها قوات النظام وتحاصرها كتائب الجيش السوري الحر، ولكن لا وجود على الإطلاق لأي مواقع كيميائية تسيطر عليها كتائب الثوار. وجاء ذلك غداة تصريح احمد اوزوجو، مدير عام منظمة حظر الاسلحة الكيميائية التي يشرف خبراؤها على عملية تفكيك الاسلحة الكيميائية في سوريا، بان هناك موقعا مهجورا للاسلحة الكيميائية موجودا في منطقة يسيطر عليها المعارضون ولا يمكن للبعثة المشتركة من المنظمة والاممالمتحدة الوصول اليه. وتأتي مهمة البعثة المشتركة تطبيقا لقرار الاممالمتحدة الذي صدر في 27 سبتمبر بعد هجوم بالاسلحة الكيميائية قرب دمشق، واتهمت الدول الغربية والمعارضة السورية نظام الاسد بالوقوف خلفه، ولوحت واشنطن بتوجيه ضربة عسكرية ضد النظام ردا عليه. وصدر القرار بعد اتفاق روسي-اميركي نص على تدمير السلاح الكيميائي السوري.