اعتبر وزير الخارجية الاميركي جون كيري، أن رئيس النظام السوري بشار الأسد «له فضل .. في السرعة القياسية» التي بدأ بها الخبراء الدوليون عملية تدمير الترسانة الكيميائية في سوريا. وقال خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الروسي سيرغي لافروف إثر لقائهما في نوسا دوا بجزيرة بالي بأندونيسيا على هامش قمة آسيا-المحيط الهادئ : إن «العملية (تدمير الأسلحة الكيميائية السورية) بدأت في زمن قياسي، ونحن ممتنون للتعاون الروسي، وكذلك طبعا للامتثال السوري». وأضاف «أعتقد انه أمر بالغ الأهمية انه في غضون أسبوع من صدور قرار (مجلس الأمن الدولي) جرى تدمير بعض الأسلحة الكيميائية. أعتقد أن نظام الأسد له فضل في هذا، بصراحة. هذه بداية جيدة ونحن نرحب بالبداية الجيدة». وأعلنت الأممالمتحدة الأحد ان مفتشي السلاح الكيميائي الدوليين أشرفوا في سوريا الأحد على تدمير رؤوس صواريخ وقنابل ومعدات تستخدم في مزج المواد الكيميائية، لتنطلق بذلك عملية تدمير الترسانة الكيميائية السورية. وقالت الأممالمتحدة في بيان مشترك مع منظمة حظر الاسلحة الكيميائية نشر في نيويورك : إن الخبراء أشرفوا على الطواقم السورية التي «قامت باستخدام أنابيب التقطيع والمناشير الكهربائية لتدمير مجموعة من المعدات أو جعلها غير قابلة للاستخدام». وأضاف البيان إن العمال السوريين قاموا بتدمير أو إبطال مفعول «مجموعة من المواد» بينها «رؤوس حربية وقنابل جوية وومعدات تستخدم في مزج المواد الكيميائية وتعبئتها، والعملية ستتواصل في الايام المقبلة». ولفت البيان الى ان فريق الخبراء يقوم ايضا بعملية «مراقبة وتحقق وإبلاغ» بشأن ما اذا كانت المعلومات التي قدمها النظام السوري عن ترسانته الكيميائية دقيقة. ويقوم الفريق بمهمته في اطار قرار لمجلس الامن الدولي صدر في 27 سبتمبر إثر اتفاق روسي اميركي لتدمير الترسانة الكيميائية، في عملية من المقرر الانتهاء منها منتصف العام 2014. وبموجب الخطة الموضوعة لتدمير الترسانة الكيميائية السورية فان عملية تدمير المنشآت المخصصة لانتاج ومزج المواد الكيميائية يجب ان تنتهي بحلول الاول من نوفمبر. وقد أتى الاتفاق بعد هجوم بالأسلحة الكيميائية نفذته القوات التابعة لنظام الأسد في ريف دمشق في 21 أغسطس. ويرجح خبراء امتلاك سوريا نحو ألف طن من الاسلحة الكيميائية، بينها غاز السارين والأعصاب والخردل، موزعة على نحو 45 موقعا. وقال بيان منشور على الموقع الالكتروني لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية : إن المفتشين الدوليين المكلفين بنزع الأسلحة الكيميائية السورية «أجروا محادثات مع السلطات السورية حول اللائحة التي سلمتها دمشق لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية في وقت سابق حول برنامجها العسكري الكيميائي». وأكد إن «المحادثات كانت بناءة والسلطات السورية كانت متعاونة». وبموجب القرار 2118 الصادر عن مجلس الأمن الدولي، تقضي مهمة البعثة المشتركة للمفتشين التابعين للمنظمة والأممالمتحدة بالتحقق من تفاصيل اللائحة التي قدمها نظام الاسد في 19 ايلول/سبتمبر عن مواقع انتاج الاسلحة الكيميائية وتخزينها. وبتدمير هذه الأسلحة والمعدات المستخدمة في انتاجها. ويفترض ان يقدم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تقريرا لمجلس الأمن يتضمن تفاصيل لوجستية حول ما يعتبر «أكبر وأخطر عملية» تفكيك أسلحة كيميائية في العالم، بالنظر الى انها تتم في ظل حرب تدمير ينفذها نظام الأسد ضد البلاد والعباد في سوريا.من جهته، أعلن لافروف الاثنين إن روسيا والولايات المتحدة ترغبان في الدعوة الى مؤتمر السلام الدولي حول سوريا المعروف ب «جنيف-2» في منتصف نوفمبر. ونقلت عنه وكالة أنباء «ريا نوفوستي» الروسية قوله في ختام محادثات مع نظيره الاميركي : «أيدنا الدعوة الى المؤتمر الدولي في منتصف نوفمبر» و «اتفقنا على اجراءات يجب اتخاذها كي تشارك الحكومة والمعارضة في هذا المؤتمر». وأبلغ الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أنه سيشارك في المؤتمر. وفي المبدأ، سيبحث مؤتمر جنيف 2- الذي لم يتم البت نهائيا بعد في عدد الدول التي ستشارك فيه - في الخطوط العريضة للاتفاق الذي توصلت اليه «مجموعة العمل حول سوريا» التي تضم الدول الخمس الكبرى في مجلس الامن والمانيا وجامعة الدول العربية في 30 يونيو 2012 في جنيف. وينص «اتفاق جنيف» على تشكيل حكومة انتقالية «كاملة الصلاحيات» من الحكومة الحالية والمعارضة لتشرف على مرحلة انتقالية، ولا يحدد مصير الأسد. وتسبب النزاع المستمر منذ منتصف مارس 2011 بسوريا في مقتل أكثر من 115 الف شخص ونزوح الملايين في الداخل والى الدول المجاورة.