أعلن مسؤول كبير بالادارة الامريكية ان الخلافات مازالت قائمة بين ايران ومجموعة 5+1، لكن الوفد الاميركي لم يسبق ان أجرى محادثات مكثفة مع الايرانيين مثلما حدث هذا الاسبوع في جنيف. وقال في ختام يومين من المحادثات النووية مشترطا عدم نشر اسمه : «أنا أفعل ذلك منذ قرابة عامين ولم يحدث ان رأيت من قبل مثل هذه المحادثات المكثفة والمفصلة والمباشرة والصريحة مع الوفد الايراني». وأضاف : «رغم أنه لاتزال توجد خلافات كثيرة في كل مجال وبشأن المدى الملائم لأي تخفيف للعقوبات فقد جرت محادثات محددة وصريحة». وأعرب وزير الخارجية البريطاني وليام هيج عن أمل بلاده في أن تؤدي المحادثات الى نتائج «ملموسة» ودعت ايران الى أن تقدم على المبادرة أثناء المفاوضات. وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج في بيان : «أتمنى ان تؤدي المفاوضات قريبا الى نتائج ملموسة». وأضاف : «ستحتاج ايران الى اتخاذ الخطوات الأولى اللازمة بشأن برنامجها ونحن مستعدون لاتخاذ خطوات متناسبة ردا على ذلك». ورغم أن المسؤول الأميركي قال: إن الخلافات باقية بشأن المدى المناسب لأي تخفيف للعقوبات على ايران، اعتبر كبير المفاوضين الروسيين انه «لا داعي للتسرع في الابتهاج» بعد انتهاء جولة المحادثات في جنيف أمس. ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف قوله : «إن النتائج (في هذه الجولة) أفضل منها في الجولة السابقة في الماتي، لكن ذلك لا يضمن حدوث مزيد من التقدم. فلا داعي للتسرع في الابتهاج»، وقال: إن المسافة بين مواقف ايران والقوى الكبرى حول المسألة «بعيدة ويمكن ان تقاس بالكيلومترات، بينما التقدم الذي نحرزه يمكن قياسه بخطوات معدودة». وقال وزير الخارجية البريطاني : «ستحتاج ايران الى اتخاذ الخطوات الأولى اللازمة بشأن برنامجها ونحن مستعدون لاتخاذ خطوات متناسبة ردا على ذلك». وأضاف ان الصعوبة الرئيسة المتبقية تتعلق ب «عدم وجود تفاهم عام حول التسلسل» في اشارة الى اصرار ايران على ان تلغي الدول الغربية العقوبات الاحادية المفروضة عليها قبل ان تخفض جهودها لتخصيب اليورانيوم. وتصر الدول الكبرى على انه لا يمكن رفع العقوبات إلا بعد ان توقف ايران عمليات تخصيب اليورانيوم الى مستويات عالية، وان تسمح بدخول منشآتها النووية دون أية عرقلة. وقال ريابكوف : «المحادثات صعبة، وفي بعض الأحيان متوترة، وفي أحيان أخرى لا يمكن توقعها. وأحد الأسباب المستوى المنخفض جدا من الثقة المتبادلة، وبشكل فعلي غياب المستوى المطلوب من الثقة». وأعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين أشتون إن اتفاق القوى الكبرى وايران على عقد الجولة الجديدة من محادثات 5+1 يومي 7 و 8 نوفمبر. وصرحت للصحفيين عقب يومين من المفاوضات مع طهران بأنها تتلو القرار من بيان مشترك غير مسبوق اتفقت عليه بوصفها رئيسة فريق التفاوض الدولي، مع وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف. ويرأس الاتحاد الاوروبي وفد مجموعة 5+1 (روسيا، بريطانيا، الصين، فرنسا، الولاياتالمتحدة إضافة الى ألمانيا)، التي أمضت ست سنوات في محاولة التوصل الى اتفاق مع ايران. كما أعلن ظريف ان اجتماعا جديدا سيجري في جنيف «خلال أسابيع قليلة» لمواصلة المفاوضات حول برنامج ايران النووي. وكتب على صفحته بفيسبوك : «المفاوضات ستستأنف في جنيف خلال أسابيع قليلة». واستأنفت ايرانوالولاياتالمتحدة وخمس من الدول الكبرى المفاوضات في جنيف الثلاثاء، حيث قدمت طهران خارطة طريق لانهاء الخلاف حول تطلعاتها النووية. وعكف مفاوضون من المجموعة 5+1 (بريطانيا وفرنسا والصين وروسياوالولاياتالمتحدة والمانيا) في جولة المفاوضات التي يرأسها الاتحاد الاوروبي على دراسة الاقتراح الذي تقدمت به طهران لانهاء الخلاف المستمر منذ عشر سنوات. وقال ظريف : «وفي هذه الأثناء فان أعضاء 5+1 ستتاح لهم فرصة دراسة تفاصيل الاقتراحات الايرانية واعداد الخطوات التي يجب ان يتخذوها». وأضاف ان «المفاوضات والتوصل الى حل أمر صعب، والتفاوض حول تفاصيل يتطلب وقتا ومناقشات مكثفة». ولم يتكشف الكثير من التفاصيل عن المفاوضات التي جرت هذا الاسبوع، إلا ان الجانبين أكدا على وجود تغيير في الجو العام في محادثات جنيف التي تأتي بعد شهرين من انتخاب الرئيس الايراني حسن روحاني الذي يعتبر معتدلا نسبيا، خلفا للمتشدد محمود أحمدي نجاد. وصرح ظريف في ختام جولة المفاوضات : نأمل في أن تكون هذه بداية مرحلة جديدة في علاقاتنا، ووصف المحادثات بأنها كانت «مثمرة». وكان كبير المفاوضين الايرانيين في الملف النووي عباس عراقجي أعلن في وقت سابق الاربعاء انه من المقرر ان تطبق ايران البروتوكول الاضافي الذي يجيز للمفتشين القيام بزيارات مفاجئة لمواقعها النووية في المرحلة الأخيرة من العرض الذي قدمته في جنيف، مصححا بذلك تصريحات سابقة. وأدلى عراقجي بتصريحاته في جنيف في اليوم الثاني والأخير من المفاوضات الجارية حول البرنامج النووي الايراني المثير للجدل التي تشكل اختبارا لمصداقية التغيير الذي تعلن عنه الرئاسة الايرانية الجديدة. وقال عراقجي حسب وكالة الانباء الايرانية : إن «هذه المسائل غير مدرجة في المرحلة الاولى من خطتنا، لكنها مدرجة في المرحلة الأخيرة» من الخطة التي قدمتها ايران الثلاثاء. وجاءت هذه التصريحات ردا على اسئلة صحفيين ايرانيين عما اذا كان العرض الايراني يتضمن تطبيق البروتوكول الاضافي لمعاهدة منع الانتشار النووي ومسألة مستوى تخصيب اليورانيوم. وكان عراقجي أكد الثلاثاء ان البروتوكول الاضافي «ليس جزءا» من الخطة الايرانية. وأوضح عراقجي إن الخطة المقترحة على الدول الكبرى تتضمن مرحلتين أساسيتين، الأولى: تستمر ستة أشهر وتتيح «استعادة الثقة المتبادلة وتجنب تأزيم الوضع باجراءات جديدة» من قبل الجانبين، والأخيرة تنص على ان تطبق ايران اجراءات التحقق المعتمدة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي ترغم اي بلد على الافصاح عن معلومات حول جميع عمليات دورة الوقود النووي. وحتى الآن فإن ايران ليست مجبرة على الابلاغ عن وجود موقع نووي إلا قبل ثلاثة أشهر من ادخال مواد قابلة للانشطار النووي اليه. وكان تطبيق هذا البروتوكول الاضافي أحد مطالب وزير الخارجية الاميركي جون كيري من ايران لتثبت حسن نواياها في المفاوضات. وتطالب قرارات الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومجلس الامن ايران بالتوقيع على هذا البروتوكول والعمل به. وكانت ايران - الموقعة على معاهدة حظر الانتشار - طبقت طوعا هذا البروتوكول الاضافي بين عامي 2003 و 2005 قبل ان تتوقف عن ذلك عندما أرسل الملف النووي الايراني الى مجلس الامن. ومن المسائل المحورية الأخرى في مفاوضات جنيف مستوى تخصيب اليورانيوم وتطالب مجموعة 5+1 ايران بوقف عمليات التخصيب بنسبة 20بالمائة. وتؤكد طهران ان الحق في تخصيب اليورانيوم «خط أحمر» لكنها تبدي استعدادها لمناقشة «مستوى التخصيب وشكله وكميته».