تمكن رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتانياهو خلال كلمته المليئة بالتحدي حول ايران وبرنامجها النووي امام الجمعية العامة للامم المتحدة، من نيل ثقة كثير من الإسرائيليين إلا انه أثار غضب الولاياتالمتحدة. وقال عقب عودته من نيويورك الجمعة «يجب ان لا تنطلي على العالم الخدعة الايرانية وبالتالي يخفف عنها (طهران) العقوبات»، مضيفا انه سيلتقي بعدد من الزعماء الاوروبيين الاسبوع المقبل لبحث البرنامج النووي الايراني. ومن المقرر ان تجري الجولة التالية من المحادثات بين ايران والقوى العظمى بشأن برنامج ايران النووي المثير للخلاف في جنيف في 15 و16 اكتوبر الجاري. واظهر استطلاع نشر الجمعة في صحيفة اسرائيل هايوم الموالية لنتانياهو، ان 84% من الاسرائيليين لا يعتقدون ان ايران تعتزم وقف برنامجها النووي. واعرب 66% بالمئة عن تأييدهم لنتانياهو في قوله ان اسرائيل «ستقف لوحدها» ضد الجمهورية الايرانية اذا لزم الأمر. وفي مقال افتتاحي الجمعة، ذكّر الكاتب ديفيد اغناتيوس ان رئيسة الوزراء الراحلة غولدا مائير اعربت عن عدم ثقتها بالرئيس المصري انور السادات قبل حرب 1973. وقال «بينما يفكر نتانياهو الان بايران، فانه يواجه معضلة تشبه تلك التي واجهتها مائير وهي: هل عروض السلام التي يقدمها خصوم اسرائيل جدية، ام انها مجرد غطاء لاعمال حربية». واضاف «احد الدروس المستفادة من حرب 1973 هي انه يجدر ان نعرف من خلال المفاوضات ما اذا كانت العروض حقيقية». اما روجر كوهن فقد تبنى لهجة اكثر حدة في صحيفة نيويورك تايمز حيث سخر من «الاوصاف المستهلكة» التي يستخدمها نتانياهو لوصف الايرانيين. وقال «يجب على نتانياهو ان يتوقف عن وصف روحاني بانه «ذئب في ثوب حمل» وهو الوصف المفضل لديه». واضاف ان «ايران شكلت على مدى فترة طويلة تشتيتا للاهتمام عن معضلة الدولة العبرية الرئيسية وهي: فلسطين». وفور الكلمة التي القاها نتانياهو في الاممالمتحدة الثلاثاء، دعت صحيفة نيويورك تايمز في افتتاحيتها الى «عدم تقويض الدبلوماسية (الأميركية) خاصة قبل اختبار نوايا ايران». وقالت صحيفة معاريف الاسرائيلية ان «الهجوم» جاء من صحيفة «يستخدمها البيت الابيض لتوصيل رسائله» مشيرة الى ان نتانياهو مدد زيارته الى الولاياتالمتحدة لتوضيح وجهة نظره للاعلام حيث اجرى العديد من المقابلات من بينها مقابلة مع اذاعة البي بي سي التي تبث باللغة الفارسية. والخميس طمأن وزير الخارجية الاميركي جون كيري اسرائيل انه بالنسبة لايران «فان الافعال وليس الكلمات هي التي تحدث فرقا» الا انه اكد على انه يجب استنفاد السبل الدبلوماسية قبل اللجوء الى الخيار العسكري. اما صحيفة هارتس اليسارية التي عادة ما تنتقد نتانياهو فقد شبهت حملته الاعلامية ب «القصف الحارق» إلا أنها أقرت أنه «يجب الاعتراف له بأنه خلال الاعوام الاربعة والنصف الماضية وضع المسألة الايرانية على رأس الاجندة الدولية». اما صحيفة يديعوت احرنوت فقد قللت من اهمية الجدل الدائر، وقالت ان «الايرانيين لن يمتلكوا قنبلة نووية خلال الاعوام الثلاثة المقبلة، واسرائيل لن تهاجم ايران لوحدها، على الاقل حتى الصيف المقبل». واضافت ان جميع رؤساء وزراء اسرائيل منذ 2002 «توصلوا الى نفس النتيجة وهي ان المسألة النووية الايرانية، التي اصبحت تعرف بأنها تشكل خطرا وجوديا على اسرائيل، يجب ان يتم احتواؤها بكل الطرق الممكنة باستثناء العمل العسكري المباشر». واضافت الصحيفة انه منذ ذلك الحين «فقد استخدمت اسرائيل طريقة الخط الاحمر المتحرك الذي يتم تحريكه بشكل دوري طبقا للظروف». وتابعت ان «المطلب الاسرائيلي بالتخلص من جميع قدرات ايران النووية لم يعد واقعيا». وقالت ان «انعدام الخيار العسكري القوي يترك لنتانياهو الادوات التي استخدمها سابقوه وهي العلاقات العامة والردع والتهديد».