أكد رجال أعمال وتجار ذهب أن أسعار الذهب تتجه للمزيد من الارتفاع عالميا مع سعي الكثير من الدول إلى ضخ المزيد من السيولة لشراء المعدن النفيس، باعتباره الملاذ الأكثر أمنا، وشدد مستثمرون على أن الذهب تحول بشكل كبير من وسيلة للزينة إلى الاستثمار، وحلت الفضة والإكسسوارات محل الذهب كوسيلة للزينة. الذهب تحول بشكل كبير من وسيلة للزينة إلى الاستثمار الآمن (اليوم) وشدد عدد من المستثمرين على أن الصعوبات والعراقيل التي عانتها صناعة وتجارة الذهب في السابق أدت إلى هروب الكثير من المستثمرين إلى مجالات أخرى وأغلقت بذلك عشرات أو مئات المحلات بالمنطقة الشرقية وحدها فيما أدت قلة التأشيرات وعدم تجديد الإقامة للعمالة الخبيرة إلى صعوبة الحصول على هذه العمالة بعد تحسن الأوضاع وبعد فوات الأوان. هروب الخبرة وقال رئيس لجنة الذهب والمجوهرات بغرفة الشرقية عبد اللطيف النمر إن من أهم المشكلات التي واجهت صناعة وتجارة الذهب المحلية ما يتعلق بتحجيم عدد التأشيرات للعمالة خاصة العمالة الخبيرة القادمة من الهند والتي كنا نستفيد من خبراتها وبالطبع فإن المصانع بدون العمالة الخبيرة لن تعمل ويضاف إلى ذلك المشكلات الجمركية التي عانينا منها في السابق ولازلنا نعاني من بعضها حاليا خاصة فيما يتعلق باستيراد المواد المتعددة الإستخدامات واللازمة لصناعة الذهب. ويضيف النمر: صحيح أن الأوضاع تحسنت عن السابق بعض الشيء ولكن بعد فوات الأوان وبعد أن تخلى الكثير من الصناع والتجار عن حرفتهم وصناعتهم ونحن كنا ولا زلنا نخاف على صناعة الذهب المحلية التي توارثناها عن الآباء والأجداد، كما أن الإرتفاع الجنوني لأسعار الذهب خاصة والمعادن والمجوهرات الأخرى بشكل عام أصبح سببا مهما لتخلي الكثيرين عن تجارة الذهب وذلك بسبب قلة الإقبال من الناس أو الجمهور الأكبر الذي تعتمد عليه تجارة الذهب الأمر الذي أدى إلى احتباس السيولة، ومعلوم أن احتباس السيولة في أي قطاع تؤدي إلى الركود. حقوق الملكية وقال عبد العزيز العثيم رئيس مجموعة لازوردي إن الفترة الحالية تعد فترة هدوء نسبي إلا أن من المتوقع أن يشهد المعدن ارتفاعا إلى أرقام جديدة مع ازدياد توجه الكثير من الدول إلى شراء كميات كبيرة لكنه أشار إلى أن الذهب يتمتع بمستوى استقرار أكبر من أوجه الاستثمار الأخرى كالأسهم خاصة في الوقت الحاضر حيث أن الطلب الكبير يساهم في التوازن الذي يميل إلى الإرتفاع باستمرار، موضحا أن الذهب لا يتعرض لأزمات حادة، وأن نسبة النمو والتراجع في الفترة السابقة تحدث بشكل تدريجي كما أن الإنخفاض لا بد أن يعقبه ارتفاع، إلا أنه أوضح أن نضوج أسواق الأسهم والعقار تثري الإستثمارات المتعددة في جميع القطاعات بما فيها قطاع أسواق الذهب والمجوهرات. وأشار العثيم أن انضمام السعودية لمنظمة التجارة العالمية ساهم بشكل كبير في حماية الحقوق الفكرية الخاصة بتصميمات المجوهرات والذهب للمصانع المحلية والعالمية وشجع المصنعين على جلب الكفاءات التصميمية بعد ضمان حماية انتاجها من القرصنة. وقد خطينا خطوات جيدة بعد تأسيس أول وحدة نسائية للتدريب على تصنيع الذهب والمجوهرات وأصبحت أول مصنع نسائي في السعودية تعمل به حاليا مئات السيدات. إرتفاع حاد وأكد عضو لجنة الذهب والمجوهرات بغرفة الِرقية جواد الأربش أن أسباب إغلاق محلات الذهب وبعض المصانع يعود بالإضافة إلى الإرتفاع الحاد للذهب إلى المعوقات والمشكلات التي يواجهها المستثمرون وعلى وجه الخصوص قلة الأيدي الحرفية الخبيرة وامتناع الكثير من العمالة الهندية التي كانت تعمل في المملكة في السابق بعد ما تم الاستغناء عنهم في السابق بقرارات من وزارة العمل، ورأى هؤلاء أن بقاءهم يعملون في بلدهم أفضل من العودة مجددا للعمل بالمملكة بسبب ما وصفه بعضهم بالتغير المستمر في القرارات، فيما أشار آخرون إلى أنهم تلقوا عروضا للعمل في بلدان أخرى بمبالغ أكبر. وأشار الأربش إلى أن هناك اتجاها لدى المصنعين والتجار على مستوى العالم لتقليل عيار الذهب حتى يقل سعره بما يسمح من جديد للجمهور بشرائه بأسعار تكون في متناول يد متوسطي الدخل على الأقل وذلك باستخدام العيار 14. خبرات حرفية وقال رجل الأعمال والمستثمر علي العبد العزيز: أن المنطقة الشرقية تتميز عن كافة مناطق المملكة بوجود خبرات حرفية توارثت مهنة صناعة الذهب عبر القرون عن الآباء والأجداد. قلة الأيدي الحرفية الخبيرة وامتناع الكثير من العمالة الهندية بعد الاستغناء عنهم في السابق بقرارات من وزارة العمل، ورأى هؤلاء أن بقاءهم في بلدانهم أفضل من العودة للمملكة بسبب ما وصفه بعضهم بالتغير المستمر في القرارات.وهذه الخبرات لا يمكن تعويضها إذا اتجهت للعمل في قطاعات أخرى وابتعدت عن مهنتها الأساسية وهذا الأمر لا يخدم صناعة الذهب المحلية التي عرفت من خلال هؤلاء الحرفيين الذين انتقل الكثير منهم للعمل في دول الخليج المجاورة، أما بقية المناطق فإن أغلب العاملين في هذه الصناعة غير سعوديين، وعلى أي حال فإننا نجد الآن تعاونا من وزارة العمل ولكننا كنا نأمل أن يكون هذا التعاون في السابق حتى لا يتسرب العاملون في هذه الصناعة إلى قطاعات أخرى، وفي هذا السياق يشير العبد العزيز إلى أن أغلب الجيل الجديد من أبناء صناع وتجار الذهب يفضل العمل في مجالات أخرى بسبب المشكلات التي لا زالت آثارها موجودة حتى الآن.