أذهلني الظهور الفضائي لرئيس لجنة الحكام عمر المهنا قبل ما يقارب اليومين أو الثلاثة عبر البرنامج الرياضي الجماهيري الشهير (صدى الملاعب) وما زاد حدة الذهول لدي اعتراف المهنا بالأخطاء التقديرية أي (غير المتعمدة) التي وقع فيها بعض الحكام في مباريات الجولات الخمس الماضية. واعتراف المهنا بأخطاء الحكام التقديرية أمر جميل لكنه أي (المهنا) في الوقت ذاته جعل له خط رجعة عندما قال وبالحرف الواحد «هناك أخطاء ولكن ليس بتلك الضخامة التي ظهرت في مختلف وسائل الإعلام». دعونا نؤجل الحديث عن خط الرجعة هذا ولنبحث اعتراف المهنا بالأخطاء.. إن الاعتراف بالأخطاء هو أول خطوة للتصحيح فليس من المعيب أن يقع الحكم في الخطأ فالحكم في النهاية بشر واتخاذ القرار تقديري قابل للصواب وللخطأ ولكن الأمر المعيب أن تكرر الأخطاء ومن حكام بعينهم وفي مباريات بعينها ومع فرق محددة. من المعيب أن يقع الحكم في خطأ ولا يستفيد هو وبقية زملائه العاملين في سلك القضاء الكروي من هذا الخطأ. من المعيب أن يقع الحكم في أخطاء متكررة لأسباب ساذجة كعدم المتابعة الدقيقة أو التمركز الخاطئ أو في لحظة شرود ذهني. من المعيب أن يقع الحكم في خطأ يؤثر تأثيرا مباشرا في نتيجة المباراة وخاصة إذا دفع ثمن هذا الخطأ فريق ينافس على البطولة أو آخر يصارع من أجل البقاء في المسابقة. من المعيب أن يقع الحكم في الخطأ ويخرج علينا المختصون في مجال التحليل التحكيمي عبر القنوات الفضائية ويبررون هذه الأخطاء أو يقلبون الطاولة التحكيمية ويجعل الضحية ظالما والظالم ضحية. من المعيب أن يخطئ الحكم ويفلت من العقوبة بدعوى أن الحكم بشر والبشر معرضون للخطأ. من المعيب أن يقع الحكم في الأخطاء المتكررة ونراه يقود مباراة أكثر أهمية وقوة وحساسية من المباراة التي أخطأ فيها. من المعيب أن يقع الخطأ من الحكم ربما لعاطفة تؤثر على اتخاذ القرار السليم وفي الوقت المناسب. إذا كانت لجنة الحكام برئاسة عمر المهنا تريد أن تضع حدا للتقليل من أخطاء حكامها عليها أن تواجه الحكام بأخطائهم وتحذرهم من مغبة الوقوع في نفس الأخطاء وتكون العقوبة من جنس الخطأ وإذا تكررت الأخطاء وبنفس الحجم من أحد الحكام يعاقب بالعقوبة الأشد وهي إجبار هذا الحكم أو ذاك على التوقف عن الممارسة.!! عود الآن لخط الرجعة للمهنا عندما اعترف بأخطاء الحكام التقديرية مصورا إياها بأنها ليست بالضخامة التي أظهرها الإعلام وكنت أتمنى أن يسترسل المهنا ويكشف لنا النقاب عن مقاصده. إذا كان المهنا يقصد أن الإعلام الرياضي أحد أسباب وقوع الحكام في الأخطاء فتلك كارثة لأن لجنة الحكام لم تحصن قضاتها الكرويين من التأثير الإعلامي. وإن كان المهنا يقصد أن الإعلام الرياضي هو من يضخم أخطاء الحكام فهذا مفهوم غير صحيح بل ومرفوض فالإعلام الرياضي في الغالب ناقل للحدث وليس صانعا للحدث وأقول في الغالب (إذا وقع الحدث على مرأى ومسمع الجميع). وإن كان المهنا يقصد أن بعض الأخطاء التي وقع فيها بعض الحكام غير مؤثرة ولكن وسائل الإعلام هي من ضخمتها ففي ذلك نوع من الصحة ولكن نريد أن نعرف ونفهم كيف يضخم الإعلام عملية إلغاء هدف شرعي واحتساب هدف غير قانوني. كيف يضخم الإعلام احتساب ركلة جزاء وهمية وبطاقة طرد غير مستحقة والعكس صحيح. قبل الوداع.. إذا كانت لجنة الحكام برئاسة عمر المهنا تريد أن تضع حدا للتقليل من أخطاء حكامها عليها أن تواجه الحكام بأخطائهم وتحذرهم من مغبة الوقوع في نفس الأخطاء وتكون العقوبة من جنس الخطأ وإذا تكررت الأخطاء وبنفس الحجم من أحد الحكام يعاقب بالعقوبة الأشد وهي إجبار هذا الحكم أو ذاك على التوقف عن الممارسة ولكي تستطيع لجنة الحكام من معاقبة الحكام بالعقوبات الصارمة لا بد من تطبيق نظام احترافهم التحكيم.. خاطرة الوداع.. علمتني الحياة أن الفرق شاسع بين الصديق وأخ الدنيا.. @Q66A