جوزيف حرب غنت له فيروز قصيدة باللهجة اللبنانية الدارجة حملها صوراً جديدة للسهر والشوق التي أعاد فيها شعراء العامية والفصحى كثيراً بمعان متكررة في كثير من القصائد فجاءت باهتة فاقدة القدرة على أسر القارئ والمستمع وسحره بمعنى جديد يجمع بين البساطة الأسلوبية والعمق الفكري. يتجلى سحر البيان الذي لا يفرق بين عامي وفصيح حين تكون الفكرة بهذا المستوى العبقري من العمق البسيط البسيطيسرق النسيان فتعيش حالة الوهم بلقاء لم يحن بعد لتصحو من وهمها على وجيعة الفقد.!!.حبيتك تنسيت النوم وياخوفي تنساني حابسني براة النوم وتاركني سهراني عندما يشرع المساء أبوابه يتفرع السهر بين الناس فإما أن يسهروا حباً وطرباً أو يسهروا حباً وألماً يتشابك فيه الشوق والحرمان حول قناديل الأسئلة التي تستبيح حرياتهم وتصادر حقوقهم وكم هي جميلة تلك الصورة التي رسمها الشاعر لمحبة تعالت حولها القضبان التي تحول بينها وبين النوم لتظل رفيقة للسهر والخوف بعد أن نسيت النوم فبادلها النسيان بالجفاء فحبسها خارج أسواره تاركاً إياها تسترجع تفاصيل ألمها معه ومنه. بشتقلك لا بقدر شوفك ولا بقدر احكيك بندهلك خلف الطرقات وخلف الشبابيك الفقد وجع يفرش الشوق في الأرواح فيتمدد في النبض ليختنق بالحرمان فلا يشفع له الحب ولا الصوت يصل حين يتبدد في الطرقات ويتوارى خلف الشبابيك الموصدة فينكفئ الصوت حزينا مجرجراً أذيال الحزن والرغبة في الخلاص. بجرب إني انسى.. بتسرق النسيان وبفتكر لاقيتك.. رجعلي اللي كان وضيع مني كل مالقيتك حبيتك .. أنا حبيتك ينساها النوم فتستعطفه بتجربة نسيان من أدخلها حبسه ولكنه هذه المرة يزيد من جرعة الجرأة فيسطو على حقها في خوض التجربة حين يسرق النسيان منها. وهنا يتجلى سحر البيان الذي لا يفرق بين عامي وفصيح حين تكون الفكرة بهذا المستوى العبقري من العمق البسيط البسيط!!. يسرق النسيان فتعيش حالة الوهم بلقاء لم يحن بعد لتصحو من وهمها على وجيعة الفقد. يتملكها الحب ولكن الخوف يتسيد الموقف ويتملكهما معاً فيكسو الحب بلونه لتخافه وتخاف من أحبته في حالة مضنية من التناقض بين التقريب والإقصاء ومن محاولة معلنة تشي بالرغبة في النسيان والتهرب من النسيان لتصل إلى مرحلة من الهروب من الذات!!. يا خوفي ابقى حبك بالإيام اللي جايي واتهرب من نسيانك ما اطلع بمرايي حبسي انت .. انت حبسي وحريتي انت وانت ياللي بكرهو واللي بحبه انت ياريت ما سهرت وحبيتك هو سجنها وحبه قيدها وهو حريتها التي تتراءى لها خلف قضبان النوم والشوق ولا تنالها فتكرهه وتكره سطوته المتجددة وحبه الذي لا يزول ويسلب منها كل قواها على النسيان بل ويسرق النسيان لتحبه من جديد وتدرك ألا ملاذ إلا الأمنيات. Twitter: @amalaltoaimi