أقام النادي الأدبي بالرياض هذا الأسبوع ثلاث فعاليات متوالية (الأحد، والاثنين، والثلاثاء)، ففي الأحد الماضي وبالتعاون مع كرسي الأدب السعودي بجامعة الملك سعود نُظمت ندوة بعنوان (شهادات المبدعين السعوديين في استلهام التراث العربي في الأدب السعودي) بمشاركة كل من: القاص عمر طاهر زيلع، والقاص والروائي خالد اليوسف، والقاصة شيمة الشمري، والقاص طلق المرزوقي، بإدارة الدكتور صالح المحمود نائب رئيس النادي. بدأت الندوة بحديث من القاص عمر طاهر زيلع الذي أشار إلى أن النص الإبداعي يتراوح بأن يكون ناتجاً أو منتجاً، وبين هذين الاحتمالين تدور مسألة التناص وثمة حدود غامضة تتماس مع التأثر والتضمين والاقتباس والاستلهام تصل في بعض جوانبها إلى درجة التماهي. وذكر زيلع أن التراث أو المعرفة عموماً من أهم روافد موهبته ومكونات رؤيته للحياة والناس عبر عطاءاته الفنية بما في ذلك الإبداع السردي القصصي منه بوجه خاص. بعده تحدث القاص طلق المرزوقي قائلا: بدأت علاقتي بالصحراء في ذات يوم هارب من روزنامة الأيام حين انتشلني أبي دون سابق انذار من حضن أمي وقذف بي إلى عرصات الصحراء، أذكر أني مانعت في البداية لكن ما لبثت أن تآلفت مع تلك المساحة الشاسعة من الرمل حتى إنها انغرست في روحي بطريقة أعمق مما توقعت. وأضاف: تقلبت في أسرة حارة القمرية كما نمت فوق حصائر البدو في صحراء الجزيرة لكن الحصير البدوي بقي أثيرا عندي حتى الساعة ولا أعدل به شيئا. ثم تحدث القاص خالد اليوسف عن تجربته الإبداعية فذكر أن كلمة التراث أو الموروث لم ترد في مخيلته الكتابية ولم يتكون هذا العالم القديم بثيابه الجديدة في نصوصه إعجاباً أو بحثاً كليا يقال بأنه عاشق أو محب للتراث ولكن لأنه ابن للتراث ينساق في تفاصيل قصصه وروايته؛ ولأنه ولد وترعرع في أحضان التراث جاء طبيعياً في سطور الإبداع.. وتطرق اليوسف إلى أول نص قصصي له ينشر وكان بعنوان «وجفت الأرض» وقال: يرى القارئ تفاصيل صغيرة ودقيقة تنبعث من موروثاتنا الشعبية لم تأت قصداً ولكن جاءت تلقائية؛ لأن القصة وحدثها وحكايتها لها علاقة بهذا العالم واستعانت بصورة أو مشهد تراثي. يرى القارئ تفاصيل صغيرة ودقيقة تنبعث من موروثاتنا الشعبية لم تأت قصداً ولكن جاءت تلقائية؛ لأن القصة وحدثها وحكايتها لها علاقة بهذا العالم واستعانت بصورة أو مشهد تراثي بعدها تحدثت القاصة شيمة الشمري فقالت: في عشية من عشايا الطفولة المبكرة كنت أحتسى فنجان قهوة مقلدة والدي، كنت أحتسي القهوة على نسائم عطر قديم ما زالت ذكريات لحظته عالقة في مكان ما من ذاكرتي، وحين لاحت الفرصة لي لدخول غرفته اقتحمت عليه خلوته مع كتاب قديم وكان بي ميل إلى الثرثرة حول ذلك الكتاب. وذكرت شيمة أن قصصها بمثابة القبض على طائر مبهر مضى في أفق بعيد وليس ثمة تناقض وأن قصصها وإن احتفلت بالواقع الاجتماعي متبوعاً على نحو خفي بالواقع السياسي والاقتصادي إلا أنها ابنة الموروث لغة وثقافة. وفي سياق آخر استضافت لجنة السرد والعروض المرئية بالنادي يوم الاثنين الماضي الناقدة والمخرجة السينمائية هناء العمير لتقديم محاضرة بعنوان «السرد السينمائي.. رؤية من الخارج» وأدارتها القاصة ليلى الأحيدب بحضور المهتمين بالسينما حيث بدأت المخرجة السينمائية هناء العمير بمقدمة عن الفن السينمائي اعتمدت على سرد مصور مرئي، وذكرت أن السينما أتت من رغبة الإنسان في تصوير نفسه والعالم من حوله وإعادة تركيب هذا الواقع بشكل قصصي، والأداة أو الوسيط هنا هو الصورة المتحركة. ثم ذكرت أن السرد السينمائي يتطلب المونتاج بوصفه عنصرا أساسيا في سرد القصة. بعدها تحدثت عن مصطلح اللغة السينمائية وتعريف الفيلم السينمائي وأيضاً عن بعض عناصر اللغة السينمائية وليست كلها منها ايقاع حيادي أم ايقاع متسارع أو متباطئ وتصوير بكاميرا ثابتة أو بكاميرا متحركة وأيضاً تصوير دون خدع أو تصوير بخدع. من جهة أخرى ناقش الناقد الدكتور سعد البازعي الثلاثاء الماضي ضمن فعاليات «الملتقى الثقافي» نصف الشهري مفهوم الماوراء في الرواية، أو «ميتافكشن» وتحدث البازعي عن فهم المهتمين بالسرد والقصة والمهتمين بالشعر والمسرح، وأنها تتصل بالفكر النقدي والفلسفة وقال: الرواية قصة طويلة تتمحور حول المجتمع الخارجي، وهناك روايات كتبها أشخاص رغم أنهم لا يريدون القارئ أن يصدقهم بالكتابة ولهم أهداف، واستطرد متحدثاً عن الروايات الأجنبية منها الأمريكية وغيرها التي بعضها تشعرك بأنك في متاهة مثل الراوي الأمريكي لكتابه (ضائع في بيت المتعة) بعدها أخذ البازعي رواية «زيارة سجى» لأميمة الخميس نموذجاً للنقاش وقال إن رواية أميمة تستحق الدراسة والتحليل. وأطلع البازعي حضور الملتقى على ملخص الرواية قائلاً: في الرواية ثلاثة أشخاص: فتاة وشاب وجدة الفتاة وما يدور حولها من علاقة بين الشاب والفتاة وذكر أن في آخر الرواية تدخل أميمة الخميس شخصياً في الرواية، ويحتار القارئ هل هي أميمة الكاتبة أم شبيهة، وفي نهاية الملتقى حاوره عدد من طلاب الدراسات العليا والمثقفين والمهتمين بنقد الرواية.