نداء مع التحية لكل أم وأدتْ قلبها حياً ، لكل من دفنت حبها مع أن حب الأم أنبل عطاء ، حبٌ يفوق كل حب ؛ ليس له أول ولا يُعرف له آخر. نداء وبكل شدة وحب للنغمة الأولى التي ترنمت بها شفاه طفولة كانت سعيدة ثم تعثرت قدماها فسقطت في مستنقع مظلم ؛ تنتظر طوق النجاة ؛ تنتظر الظهر والسند والقوة والأمان ؛ تنتظر من كانوا سبب وجودها ؛ تنتظر نبع الحنان الذي لا يدركه جفاف ؛ وليس لعمقه نهاية . فهل جف هذا النبع ؟!! لا أعتقد؛ان هناك سببا للرفض والعودة للأمان والاستقرار بعد التوبة الصادقة وانتهاء المحكومية .. والله غفور رحيم . أناشدكم الله أن لا تتركوا بناتكم يعُدن للخطيئة مرة أخرى ، وتذكروا : أن لكم موقفا أمام الله تعالى. تذكروا وصية رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام «من ابتلي من هذه البنات بشيء فأحسن إليهن كُنّ له ستراً من النار» في تفسير القرطبي سماهن بلاءً لما ينشأ عنهن من العار أحياناً . نداء استرحام من كن يوماً في بطون أمهاتهن نطفة فعلقة فمضغة حتى اكتملن روحاً وجسداً يقابلن بالرفض للعودة ممن حبهن فطري سامٍ وسجية، وتلقائية وشعور أبدي لا يتغير مهما اشتدت العواصف ؛ وتفجرت البراكين فلماذا يتغير . من تلوذ إليها قلوب التائبات بعد الله لتحميها من الغربة والخوف ؛ ومن نفسها والمجتمع سوى الأم والأب ؟!! لا أشكُ في حبكم لقطعةٍ من فؤادكم ؛ أوَلم يفقد نبي الله يعقوب بصره لشدة حزنه على ابنه يوسف ؟! وهو نبي عليه السلام ؟! أعرف أن دمعكم دم يجري سيولاً ويتحدث بصمت الكلمات الموجوعة. سيول لا توقفها سدود . لابد وأن هناك شيئا أعظم !! نعم ... وليته يرقى لمستوى الإنسانية الاجتماعية والمسئولية والضمير ، هناك مجتمع لا يرحم . الرحمة لمن يتوجهن إليكم بالصفح والغفران؛ بالدموع والندم والتوبة .. مفردات ثلاث تشكل مشاعر فتيات أخطأن في ساعة طيش « كل ابن آدم خطاء، وخير الخطَّائين التوّابون». ومع احترامي الشديد أقول : المسئولية مشتركة ؛ والأم بالدرجة الأولى لأنها الحاضنة والمربية والمسئولة عن تربية بناتها وتنشئتهن خلقاً وديناً وثقافة ؛ ومتابعتهن في كل مراحل أعمارهن ؛ ولا نبرئ الأب . غياب التوجيه والحوار المنطقي الممزوج بين السلطة والتسامح؛ والقسوة الزائدة ؛ أو زيادة التدليل وفقدان القدوة الحسنة، والتفكك الأسري والبيوت غير المستقرة والفراغ العاطفي والحرمان وغيرها كلها دوافع للانحراف - حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوهم وتحاسبوا- العلاقة الحميمة ؛ من أهم العوامل التي يرتكز عليها نمو الطفل السليم حيث تشكل وقاية ضد العديد من السلوكيات السلبية ؛ وتعزز الثقة ؛ وتكسب حصانة وجدانية ونضجا كافيا ليعرف الأبناء الخطأ والصواب ويعرفون الخطوط الحمراء التي لا يحق لهم تجاوزها . وللمدرسة دور متمم للبناء ؛ فإذا أهمل هذا الدور بقي البناء ناقصاً ،وأهم من هذا وذاك إهمال التنشئة الإسلامية الصحيحة ؛ ولا ننسى ما تبثه القنوات الفضائية الهابطة وتأثيرها السلبي الذي يتفنن في تخريب القيم الأخلاقية والدينية ؛ ويحقق النزوات الشيطانية ويدفع للانزلاق السيئ نحو سراب تبنيه لهم تلك الفضائيات . أناشدكم الله أن لا تتركوا بناتكم يعُدن للخطيئة مرة أخرى ، وتذكروا : أن لكم موقفا أمام الله تعالى. تذكروا وصية رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام «من ابتلي من هذه البنات بشيء فأحسن إليهن كُنّ له ستراً من النار» في تفسير القرطبي سماهن بلاءً لما ينشأ عنهن من العار أحياناً . أناشدكم ؛ وأناشد المجتمع فلا تكونوا أنتم والزمان عليهن. [email protected]