إذا قلنا ان هنالك ضربة عسكرية بحرية تتزعمها أقوى دولة في العالم قربت أم بعدت أيدنا أم اعترضنا على مستوى الحكومات والشعوب فالحقيقة التي لا غبار عليها هي ما أعلنه سمو وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل في الجامعة العربية والرئيس الاصلاحي الأسبق رفسنجاني والمقرب من الحالي أن هنالك (كيماوي) استخدم ضد الشعب السوري وأن هذا الفتك الوحشي البربري ضد الإنسانية يخالف أي دين سماوي وأي منطق إنساني سليم ومن يقل عكس ذلك فهو أحمق بربري وأقرب وصف للحالة له أنه ينتهك حرمات البيوت ويدنسها ويخرب ما لذ له وما طاب غير مبالٍ بالآلام التي تلحق بقاطنيه بل ويختبئ نهارا لا يستطيع المواجهة يتلصص وينزعج من الأضواء والنور يحب الظلام الدامس ليبعث بمكره ودسيسته وعندما يبلغ السيل الزبى من أهل الدار والمتألمين معه يبذلون كل ما في وسعهم لرد كيده بصورة منفردة أو عبر تحالفات للبقاء على القليل مما تبقى من شرعية أهل البيت في حياة كريمة بعيدة عن الهواجس والكوابيس وهكذا الحال مع النظام الطائفي القاتل لمدن درعا وحلب وغوطة دمشق وغيرها فهو حيوان ليلي يخاف ويخلع ويهرب عندما يرى الحسابات قد قربت على التغيير وأن ساعة الحساب قد أزفت من الشعب السوري نفسه أولا قبل أن تكون من العدالة البشرية الذين فقدوا أبناءهم ورجالهم ونساءهم ونكل بالأحياء منهم في السجون أو النفي لا لسبب وجيه سوى أن مجموعة ضارة متحالفة معه استراتيجيا كما يقولون أرادت أن تعاقب أطفالا ونساء وشيوخا لأنهم طلبوا الحرية من معتقل كبير اسمه وطن مسلوب القرار يتم توجيهه من أطراف خارجية ذات مصالح متجاذبة على شاكلة ايرانوروسيا. ان القضاء على تلك المجموعة وفي مقدمتهم مجرم الحرب المدعو بشار وزبانيته لن يطول طويلا ولو امتد شهورا وسنين لان المقتول والجريح والمنفي والمضطهد لابد أن يطلب العدالة ولو بعد حين تلك سنة الله في الحياة ولا يزعل أحد سواء كان عربيا أم فارسيا أم روسيا وصينيا على هذا الحق الذي كفل لكل الامم في دساتيرها وسننها وعرفها قبل أن يكون في كتابها المنزل أيا كان لأن الطبيعة الإنسانية إذا ابتعدت عن تعصبها الطائفي والمذهبي والديني والسياسي والاقتصادي ورجعت للصفاء البشري فيما بينها وبين جوارحها فلن يرضى كائن من كان في أي دولة كانت وأي دين تسمى وأي لون تلون وأي اسم حمل أن تنتهك أعراضه وتسبى نساؤه ثم يقول للطاغية دعنا نتحاور ويسامح بعضنا بعضا في جنيف واحد أو اثنين أو أكثر لان هذا ضد منطق الحيوان وغرائزه وسجاياه قبل أن تكون للإنسان. ودعونا نقولها للشعوب في ايرانوروسيا وجنوب لبنان والصين والمتحفظين من الدول العربية ضد خيار الحفاظ على من تبقى من الشعب السوري وكرامته وانسانيته المسلوبة ان الله خالق هذا الكون يمهل للظالم وان القصاص من المجرمين والسارقين ومنتهكي الحرمات والفئران المؤذية سيأتي لا محاله من السماء أو الأرض لان الظلم ضد الطبيعة ولان المتعاونين مع الطغاة لو حل بهم ما حل بالمستضعفين في الشام كما كان إبان الغزو الإسرائيلي لجنوب لبنان أو الزلزال المروع في ايران الذي اقتلع عشرات الآلاف عن منازلهم لرفعوا الصياح والعويل طالبين النجدة والمساعدات الاممية من البعيد قبل القريب ومن أمريكا نفسها قبل روسيا ومن العرب قبل الصين وقد لبوا انسانيا كل تلك النداءات ووقفت الجامعة العربية ووقف العالم الغربي في عمليات الانقاذ الانساني لضحايا الكوارث الطبيعية فكيف ترضونه لطاغية أكل اليابس قبل الأخضر فاحفظوا ما تبقى من انسانية لكم لان الأيام دول فيوم لك وآخر عليك وسيرى الله عملكم والناس أجمعون ما تفعلونه وسيسطر التاريخ الحديث كما سطر في دواوينه القديمة قصص الاجرام والتنكيل التي جرت على زبائن جهنم ممن تلوثت أسماعنا وعيوننا بأسماعهم وقراءتها على مر العصور فاما أن تقولوا خيرا أو اصمتوا وكفوا شركم وفسادكم عن الناس فمن المعيب والمشين أن يهرع الأمريكي أو الفرنسي والإنجليزي قبل الاخوة القريبين. وقبل الختام ان الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن وها هي الإنسانية تنتفض بسلطانها لترعب من يتقول بهتانا انه قد قرأ القرآن وفهم مقاصده.