كثير من الحوادث التي تلحق بالمنشآت كان بالإمكان تقليل أضرارها وأخطارها لو تم اتباع الطرق العلمية في التعامل معها من خلال إجراءات وقائية معمول بها في كثير من دول العالم، وقد سبق أن طرحت مرارا وتكرارا آلية التعامل مع مراكز الاستشارات الأمنية المرخص لها من قبل وزارة الداخلية لتمثل درعا واقية للإجراءات التي ينبغي اتخاذها في تأمين المنشآت وتوفير عناصر السلامة بها، وذلك أمر لابد منه ولا غنى عنه.. ولكن يبدو أن لا أحد يقرأ ما نكتبه !!! عمل الاستشارات الأمنية من الأهمية بما يجعله يحتل سلم الإجراءات المتبعة في الدول المتقدمة خاصة وأننا في عصر تزداد فيه المهددات الأمنية وتتعقد أنماط الحياة بما يملي الاستعانة بأي جهة متخصصة تتعامل مع تقديرات واحتمالات وتقليل حجم الأخطار المتوقعة.ومع كل خبر نقرأه عن اختراق لأمن وسلامة المنشآت وتكرر حوادث بها تتعاظم الحاجة الى دور الاستشارات الأمنية، وآخر ذلك خبر اندلاع حريق في سكراب بصناعية دلة بمدينة الدمام مؤخرا بلغت مساحته 6 آلاف متر، وشاركت في تلك الحادثة 6 فرق للدفاع المدني، فيما قدرت المساحة التي التهمتها النيران بما يقارب 2500 متر مربع، علما بأن السكراب احترق أكثر من مرة. احتراق السكراب أكثر من مرة الذي ورد في الخبر، يؤكد حجم الثغرة الأمنية في عمل المنشآت، وبدلا من التكرار كان بالإمكان القيام بمعالجات لذلك من خلال الاستشارات الأمنية التي تعمل على التعاطي المهني مع ذلك، بحكم الخبرة والمواكبة الأمنية لمنظومات الأمن والسلامة والحصيلة التراكمية للقائمين عليها من أجل توفير ضروريات السلامة في المنشآت في جميع مراحل عملها. الدفاع المدني مسؤول عن عدم توجيه المنشآت للارتباط الأمني بالاستشارات الأمنية، فليست السلامة في توفير طفايات حريق تتعامل مع حوادث صغيرة وعارضة، وإنما فكرة أمنية شاملة يضطلع بها خبراء لديهم الخبرة والدراية، وحين صرحت وزارة الداخلية بعمل هذه المراكز إنما يأتي ذلك في إطار العملية الأمنية المتكاملة التي توفر الحاجات الوقائية لسلامة وأمن المنشآت والمؤسسات، ويبدو أن الدفاع المدني لا يعلم بوجود مثل هذه المراكز في بلادنا، ولو كان يعلم فمن أقل الواجب دعوتها لتنظيم عملها والتنسيق معها فيما يخدم أمن وسلامة الوطن. هناك حاجة مؤكدة لتفعيل وربط كافة المنشآت بالاستشارات الأمنية، ومطلوب من هيئات وأجهزة وزارة الداخلية تفعيل ذلك الارتباط لأنه يوفر لها كثيرا من الجهد والوقت في التعامل مع الحوادث، فضلا عن الجهد الوقائي ونشر الثقافة الأمنية، وهو عمل ليس ترفيا أو من قبيل حصيلة الضرورة، وإنما من الأعمال الأساسية التي يجب أن تركز عليها أي منشأة أو مؤسسة سواء في بداية نشاطها أو خلاله، لأنه يرتبط بتقليل الخسائر والتعامل مع أي مهددات أمنية محتملة قبل وقوعها. عمل الاستشارات الأمنية من الأهمية بما يجعله يحتل سلم الإجراءات المتبعة في الدول المتقدمة خاصة وأننا في عصر تزداد فيه المهددات الأمنية وتتعقد أنماط الحياة بما يملي الاستعانة بأي جهة متخصصة تتعامل مع تقديرات واحتمالات وتقليل حجم الأخطار المتوقعة، وذلك كما سبق وذكرت يوفر كثيرا من الجهد على الدفاع المدني وغيره من الأجهزة الأمنية، لذلك سأكرر مطالبتي بتفعيل دور الاستشارات الأمنية لأنها خيار مهني وأمني استراتيجي له كثير من المكاسب على الواقع، ويجب التشديد على ربط المنشآت والمؤسسات بها حتى يتحقق الهدف الأمني الذي يوفر كل معطيات الأمن والسلامة ويقلل من مخاطر الحوادث، لا قدر الله، فهي ضرورة حيوية خاصة في ظل ما نشهده من حوادث متكررة في المنشأة الواحدة أو في غيرها، دون أن تكون هناك معالجات احترافية وتجاهل لعناصر الأمن والسلامة ما يجعل تلك المنشآت عرضة للمهددات والاختراق الأمني والدليل تكرر حوادث الحريق في السكراب على نحو ما حدث في وقت كان بالإمكان تجنب ذلك والتقليل من الخسائر. maaasmaaas@ تويتر