تمكن الباحث السعودي الدكتور علي الحسن - دكتوراة تقنية النانو من جامعة نورث وسترن وباحث في أمراض سرطان البروستاتا والمشرف على المركز المشترك بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدةالامريكية - من اكتشاف طريقة علاج واعدة لمرض سرطان البروستاتا بواسطة تقنية النانو، حيث قام بدراسة تثبت أنه يستطيع بواسطة تقنية النانو التحكم في جينات سرطانية لإيقافها أو لجعلها جينات طبيعية. وبيّن الحسن إن تقنية النانو حلت الكثير من المشاكل التي كانت تقف عائقاً في توصيل الأدوية للخلايا السرطانية بشكل خاص، ومن خلال الأبحاث التي قمت بها استطعت إعادة برمجة هذه الخلايا السرطانية من خلال التحكم في جيناتها لأغراض محددة إما لتحويلها إلى خلايا طبيعية أو لإيقاف نموها والحد من قدرتها على الانتشار. فالعلاج الجيني ليس جديدا، لكن طرق توصيل العلاج الجيني الحالية غير فعالة، وأضاف الحسن : « البحث الذي عملنا به قد يساعدنا على إيصال العلاج الجيني إلى جميع الخلايا السرطانية سواء كانت خلايا جذعية أو متخصصة دون المساس بالخلايا الطبيعية، والبحث جاري نشره ويثبت أن هذه الطريقة رفعت مستوى فاعلية العلاج الجيني الحالي إلى ثلاثة آلاف مرة، وتعتمد طريقتها على استخدام تقنية النانو حتى تكون جزءًا مما تفرزه الخلايا السرطانية وتعيد استخدامه كسلاح ضدها. فعندما تصل هذه الوصفة إلى مراحل التجارب السريرية عن طريق الاستثمار في تطويرها، فإنها تستطيع رفع نسبة شفاء المريض المصاب بمرض السرطان إلى نسب عالية جدًا. وأشار الحسن في حديثه إلى ضرورة توفير بيئة مناسبة من أجل تطبيق هذه الأبحاث في المملكة ومن أهمها تخصيص مركز للأبحاث بالمملكة وتوفير الطاقمين البشري والمادي. وعن الأشياء المستقبلية التي يجب تسخيرها للاستفادة من هذا الاختراع قال الحسن: يجب أن يؤمن أولاً المجتمع بتقنية النانو في مجال الطب، ويجب على القطاع الصحي سواًء العام أو الخاص أن يساهم في البدء الفوري في ادخال تقنية النانو للمستشفيات حتى تصل إلى المريض كما هو الحال في بعض الدول الغربية، لأن هذه التقنية قادرة على حل العديد من المشاكل التي يواجهها الاطباء في التشخيص والمتابعة والعلاج، مضيفاً إنه استغرق في البحث أربع سنوات من أول يوم التحق فيه بالجامعة للحصول على درجة الدكتوراة حتى تم قبول البحث للنشر. وحث الحسن في حديثه كل الشباب المبتعثين للدراسة في الخارج على بذل الجهد والمثابرة وأن يطور الطالب نفسه وأن يكون مصدرا للتغيير في أي مجال يعمل فيه، لان صنع التغيير فيه نوع من التحدي، وقد تشعر بالمتعة حينها عندما تصل إلى الهدف الذي كنت تتمناه. وتطرق الحسن الى أنه يشرف على عمل أبحاث مشتركة مع 5 جهات تهتم بتقنية النانو وهي: مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ومستشفى الملك فيصل التخصصي، بالإضافة إلى 3 جامعات أمريكية ويشمل المشروع اختيار فريق سعودي يتكون من 10 إلى 15 شخصا يتم تدريبهم وتجهيزهم كي يبدأ نقل علم تقنية النانو من امريكا إلى السعودية، ولقد بدأ يضع الخطوات الأولى ويحتاج إلى قرابة العامين لنقل هذا العمل للمملكة ليكون جاهزاً. وعن الجهة الحاضنة للمشروع قال الحسن: إن مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية هي الداعم الأكبر، لهذا هو يطالب القطاع الخاص بدعم هذا المشروع الذي سوف يسهم في رفع شأن المملكة، ليضعها ضمن مصاف الدول المتقدمة في علاج أمراض السرطان بالعالم مستقبلاً.